جاموس الأهوار يُعاني.. كيف أثر التغير المناخي عليه؟

التغير المناخي - الجاموس في الأهوار

على الرغم من الأهمية الكبيرة للأهوار في مدن جنوبي العراق، والتي تم إدراجها ضمن لائحة التراث العالمي بتاريخ 17 تموز 2016، أدت أزمة شحّ المياه، وتقلص المساحات المغمورة بالمياه فيها خلال الأشهر الأخيرة، إلى تراجع ملحوظ في ثرواتها الطبيعية، وتحديداً الجاموس، الذي يعد من الحيوانات القديمة التي ترتبط بتاريخ العراق، وعرفه السومريون والآشوريون والبابليون من قبل، إذ يمثل الشكل الأزلي لمناطق جنوب البلاد، والذي يُعتبر ركيزة معيشية لمعظم ساكني الأهوار.
ويشكل الجاموس وتجميع حليبه وبيعه في السوق، مصدر رزق لآلاف العوائل التي تسكن مناطق الأهوار، إلا أن هذا المصدر أخذ بالتراجع جرّاء الأزمة المائية، وتقلصت أعداده بشكلٍ كبير خلال الأعوام الماضية، نتيجة تدهور الظروف المعيشية المناسبة للحيوان وصعود أسعار الأعلاف وانتشار الأمراض.

وتسببت عدد من العوامل بتأثر مكانة الاهوار كبيئة تتوفر فيها الظروف المعيشية المناسبة لحيوان الجاموس منها التغيرات المناخية المتمثلة بزيادة نسب الجفاف نتيجة قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وزيادة المركزات الملحية في مياهها.

ويظهر تأثير التغيرات المناخية بصورة مباشرة على حيوان الجاموس متمثلاً بقلة المياه التي تؤدي إلى ارتفاع الملوحة داخل المستنقعات المائية ودرجات الحرارة المرتفعة التي تتسبب بضرر كبير للجاموس.
فبحسب ما ذكره الخبير الزراعي (علاء البدران) لـ(موقع الجزيرة) فأن

الجاموس لا يملك خلايا أو مسامات تساعده على التعرق لهذا يفضل البقاء مدة طويلة داخل المياه لتبريد جسمه الكبير

 لذا فهو يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه والطين بشكل كبير جدًّا ليحافظ على مستوى برودة جسمه، حيث تتسبب قلة المياه بهزالة الحيوان وذوبان شحومه، كما أن ملوحة المياه تتسبب له بالعمى أو ضعف البصر، ويضيف الناشط البيئي (عبد الرحمن التميمي) ان 

زيادة الأملاح تتسبب ببروز ديدان تنخر في أجساد الحيوان، وتقضم من مناطق ناتئة في جسده مثل الأذن والأنف

كما يحدد البدران عاملا آخر عدّه خطرا يهدد الجاموس، هو "تراجع نباتات القصب والبردي التي يتغذى عليها داخل الأهوار بسبب قلة المياه"، إضافةً لصعود أسعار الأعلاف وانتشار الأمراض.

هذا يشير خبير المياه والبيئة عادل المختار خلال حديثه لـصحيفة (العالم الجديد)، إن

أعدادا كبيرة من الجواميس كانت موجودة في العراق، وهي ذات نوعية جيدة وسلالة أصيلة"، مستدركا بأن "أعداد الجواميس بدأت تتناقص حاليا بشكل كبير، وتقترب من حافة الانهيار بسبب سوء الاهتمام بهذا الصنف من الثروة الحيوانية"، مبيناً أن "زيادة الملوحة والتلوث في المياه أدت إلى نفوق أعداد كبيرة من الجواميس، ما تسبب بخسارة فادحة في هذه الثروة المهمة التي تحتاج سنوات طويلة لتنميتها


وبالحديث عن مخاطر نفوق أعداد أكبر من الجاموس فيأتي تهديد حياة سكان الأهوار في المقدمة كونهم يعتمدون على الجاموس كمصدر دخل أساسي لهم بالإضافة للسمك والقصب، حيث ان نفوقها يؤدي إلى فقدان مهن عديدة، أبرزها بائع مشتقات الحليب والقيمر والأجبان والألبان، فضلًا عن السائقين الذين ينقلون هذه المواد من الريف إلى المدينة. 

حلول إنقاذ الجاموس في الأهوار:
- دعم أصحاب قطعان الجاموس بالأعلاف المركزة، ونشر فرق بيطرية لمكافحة الأمراض والأوبئة الناجمة عن تلوث المياه.
- التوجه نحو معالجة شح المياه بتطهير المسالك المائية المؤدية إلى الأهوار لتأمين المياه بكميات كافية والحفاظ على الثروات الوطنية.
- أطلاق حملة لوقف أنتشار الأمراض التي تصيب حيوان الجاموس يتم بموجبها تطعيمه ضد تلك الأمراض.
- التلقيح الاصطناعي لحيوان الجاموس لزيادة أعداده.
- فتح المجال لاستثمار الأهوار بمشاريع ثروة حيوانية خاصة كبرى لا تقتصر على مربّي الجواميس.
- زراعة نبات يتغذى عليه الجاموس غير القصب لأن الأخير يستهلك كميات كبيرة من المياه.