ما هي الطاقة المتجددة وكيف تساهم في الحد من التغير المناخي؟
التغير المناخي
الطاقة المتجددة
قبل بدأ حديثنا عن الطاقة المتجددة وتأثيرها على التغير المناخي في العالم وما قد توفره من نتائج ايجابية في حال اتخاذها مصدراً للطاقة بدل المصادر المعتمدة، نوجز شرحاً مبسطاً عن الطاقة المتجددة.
الطاقة المتجددة وهي الطاقة الناجمة عن مصادر طبيعية، تتجدد بكمية تفوق عملية استهلاكها، مصادر هذه الطاقة غير النافذة متعددة منها (الرياح، الشمس، المياه).
وعلى العكس من الوقود الأحفوري أو المواد غير المتجددة (النفط، الفحم، الغاز) التي تنفذ مع الإستمرار باستهلاكها.
يعتبر استخدام الطاقة الناتجة عن الوقود الأحفوري أحد المسببات للاحتباس الحراري، حيث يؤدي حرق الوقود الأحفوري إلى إطلاق الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي مثل غازات (ثاني أوكسيد الكربون، الميثان، أوكسيد النيتروز) والتي تعتبر من الغازات الدفيئة الأولية، والتي تعمل على رفع درجات حرارة الهواء، حيث تنتج هذه الظاهرة عن طريق التفاعل بين الغلاف الجوي للأرض والإشعاع القادم من الشمس بالتالي تعمل على تسخين الكوكب وارتفاع درجات الحرارة فيه، وهذا ما يؤثر على التغير المناخي.
يعتبر الإعتماد على الطاقة المتجددة بدلاً عن الوقود الأحفوري أمر مهم من أجل المساهمة بالتقليل من التغيرات المناخية، كون الانبعاثات الصادرة من الطاقة المتجددة أقل بكثير من تلك الناجمة عن الوقود الأحفوري.
توجد عدة مصادر للطاقة المتجددة، أهمها:
1- الطاقة الشمسية: وتعتبر الأكثر توفرا من بين الطاقات المتجددة، حيث يمكن استغلال أشعة الشمس بتحويل طاقتها إلى (طاقة كهربائية) من خلال:
- الألواح الكهروضوئية.
- المرايا التي تركز الإشعاع الشمسي.
2- طاقة المياه (الكهرمائية): وهي الطاقة التي تتولد من المياه المتدفقة من الخزانات والأنهار، ويعتمد هذا النوع من الطاقة على المياه المخزنة، لكن من سلبيات هذا النوع من الطاقة هو تأثره سلباً مع قلة المياه والجفاف.
3- الطاقة الحرارية الأرضية: تتولد هذه الطاقة من باطن الأرض، تعتمد هذه الطاقة على العمق الذي يتم استخراجها منه.
وفيما يخص الطاقة المتجددة في العراق، والمرتبطة بالدرجة الأساس بالطاقة الكهربائية.
فقد أوضح الناطق الرسمي بإسم وزارة الكهرباء (أحمد العبادي) بتصريح لقناة الجزيرة عام 2021 ذكر فيه "أن مشاريع الطاقة الشمسية الجديدة سترفد منظومة الكهرباء الوطنية بما يسد النقص الحاصل بالكهرباء"، مشيراً إلى أن الحكومة ابرمت اتفاقيات من أجل إنجاح المشروع الحكومي الخاص بالطاقة الكهربائية، منها التعاقد مع شركة صينية، وشركة (توتال) الفرنسية أيضا التعاقد مع شركة (مصدر) الإماراتية.
من جانبه بيّن المستشار المستقل لشؤون الطاقة وعضو في معهد الطاقة العراقي في لندن (هاري ستيبانيان) بعدم أهلية الشبكة الوطنية لإحداث دمج كبير مع مصادر الطاقة المتجددة، مبيناً أن سبب ذلك كون "شبكة العراق تعاني منذ عدة سنوات من عدم تلبية كمية الكهرباء التي يتم توليدها محليا مع الطلب المتزايد".
وفي العراق البلد المشمس، توجد بعض الشركات لبيع الألواح الشمسية الموفرة للطاقة، حيث تعتمد التكلفة فيها على حجم النظام وكمية الطاقة التي ينتجها، وتتراوح تكلفة نصب نظام شمسي بين الـ3000 والـ5000 دولار أمريكي، أي ان التكلفة تتجاوز ميزانية الفرد العراقي.
وهناك عدة خطوات التي يمكن اتخاذها للحد من آثار التغير المناخي في العراق منها (التوقف عن حرق الغاز الطبيعي واستخدامه لإنتاج الطاقة)، حيث يعتبر العراق من أوائل البلدان في العالم التي تحرق الغاز من بعد روسيا، وذلك بحسب تقرير صدر عن البنك الدولي عام 2022، حيث ذكر التقرير أن العراق من بين عشرة بلدان مسؤولة عن ثلاثة أرباع أنشطة حرق الغاز.
ويذكر أن البنك المركزي العراقي قد أصدر بتأريخ 3 كانون الثاني 2022 ضوابط تمويل منظومات توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة التي من شأنها ان "توفر للمواطنين شراء منظومات الكهرباء المتولدة من الطاقة المتجددة"، وذلك وفق مقررات مؤتمر باريس للمناخ.
للطاقة المتجددة عدة مميزات منها:
- مصادر الطاقة المتجددة في كل مكان ولم يتم استغلالها بالكامل بعد.
- تكلفة الطاقة المتجددة أقل من تكلفة الطاقة المعتمدة على الوقود الأحفوري.
- تحافظ على الصحة عن طريق التقليل من التلوث في الهواء الناتج من الوقود الأحفوري.
- خلق فرص عمل عن طريق توفير الوظائف في قطاع الطاقة.