في اليوم العالمي للشباب كيف يقود شباب التقنية شعلة السلام؟

يُحتفل باليوم العالمي للشباب سنويا في 12 آب من كل عام والذي جاءت فكرته بعد ان اقترح شباب اجتمعوا عام 1991 في العاصمة النمساوية فيينا لدعم الشباب والاحتفاء بإمكانياتهم ودعم اعمالهم ومبادراتهم وتعميم مشاركتهم الهادفة كونهم الشريك الأبرز والركيزة الأساس في المجتمع.

دور الشباب البارز.. الاستجابة الشبابية لجائحة كورونا مثالاً
في حين تؤثر جائحة كورونا في جميع الشرائح السكانية، يضطلع الشباب بدور رئيسي في إدارة هذه الجائحة وإدارة جهود الانتعاش والتعافي منها. وبالرغم من الجهل بتأثير هذا المرض في الشباب، فإن برنامج العمل العالمي للشباب أتاح للحكومات تفويضا لضمان تلبية احتياجات الشباب من خلال خدماتها. وفي هذه الظروف، فإن من المهم التأكيد على أن إسماع أصوات الشباب جنبا إلى جنب مع أصوات المرضى والمجتمعات المحلية في ما يخص طرح ما يلزم من تدخلات صحية وغير صحية استجابة لجائحة كورونا .
إن بناء قدرة الشباب بما يمكنهم من اتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن الصحة وتحمل المسؤولية عنها هو كذلك عنصر رئيسي في برنامج العمل العالمي. وفي هذا السياق، يعد التثقيف الصحي وتعزيز الصحة العامة وإتاحة المعلومات المرتكزة على الأدلة هو أمر مهم جدا في مكافحة انتشار جائحة كوفيد- 19 وتأثيرها، وبخاصة ما يتصل بتحدي وقف انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت. وسيكون دور الحكومات وكذلك منظمات الشباب ومجموعات المجتمع ضرورية لضمان نشر المعلومات الصحية العامة الموثوقة. فالشباب يستخدمون تقنيات الإنترنت لنشر معلومات المتعلقة بالصحة العامة بطرق جذابة، من مثل مقاطع الفيديو، لتعزيز المفاهيم الفاعلة مثل السبيل الصحيحة لغسل اليدين أو لشرح كيفية تعيين مسافات التباعد الاجتماعي بما يصون الأنفس.
وبدأ المبدعون الشباب بالتفاعل بالفعل مع ظاهرة تفشي الفيروس من خلال ابتكارات التأثير الاجتماعي. ففي جميع أنحاء العالم، تُطّور عدد من المبادرات للاستفادة من جهود الشباب الرامية إلى إخراج الدعم اللازم للسكان المعرضين للخطر أو تقديم الدعم للسكان المتضررين فعلا من الجائحة. وفي حين أن معظم تلك المبادرات هي مبادرات طوعية (على سبيل المثال، الشباب الذين يعرضون التسوق وتقديم الطعام لكبار السن أو الأشخاص المعرضين للخطر)، فإنها يمكن أن تتشكل كذلك في أطر مؤسسات اجتماعية. وتدعم عديد محاور الابتكار التكنولوجي التي يديرها الشباب الشركات الناشئة لتطوير حلول فعالة لمعالجة جائحة كورونا . فعلى سبيل المثال، يعرض مختبر في نيجيريا تقديم الدعم المالي والبحثي والتصميم للمشاريع المتعلقة بجائحة كورونا .

كيف تساعد التقنية الشباب العراقي في بناء السلام والتنمية على الرغم من مخاض الأزمات السياسية التي يمر بها العراق؟
في التقنية من اجل السلام كان للشباب بكلا الجنسين الدور الأكبر والأهم والأبرز في خدمة المجتمع وإيصال صوتهم الرافض للكراهية ومسبباتها من خلال عملهم وجهدهم في محاربة الأخبار المزيفة والمضللة وسعيهم للحد وإنهاء خطاب الكراهية بين فئات المجتمع ومكوناته.
عملت التقنية من اجل السلام على ضم اكبر عدد ممكن من الشباب وتدربيهم في مجال التحقق من المحتوى المنشور على مواقع التواصل الاجتماعي في مجال الأمن الرقمي ومساعدتهم على حماية خصوصيتهم وبياناتهم الخاصة من خلال ورش تم اقامتها في عدد من المحافظات العراقية والتي استهدفت الشباب بصورة خاصة كونهم الفئة الأكثر تاثيرأ والأكثر أنتاجاً ما ان تم استغلالها وتوفير البيئة المناسبة لها، كما ان عمل التقنية لم يقتصر على الورش التدريبة فقد عملت التقنية على نشاطات أخرى استهدفت جميع الفئات فبالإضافة الى عمل التقنية من اجل السلام الأساسي في كشف الأخبار المزيفة والمضللة ومحاربة خطاب الكراهية، عملت التقنية على بناء جيل واعي مدركاً لخطورة بعض الأخبار والمعلومات التي تستهدفه قادرأ على معرفة حقيقتها ومشاركاً في الحد من تأثيرها من خلال توفير تطبيق (التقنية من اجل السلام) الخاص بالتحقق من الوسائط والبحث عن الأخبار، وليس ذلك فقط فقد وفرت التقنية دورات تدريبية على الإنترنيت أولئك لجميع المهتمين بذلك أيضأ عملت التقنية من اجل السلام على مساعدة الشباب لاسيما العاطلين منهم الذي يمثل خريجي الجامعات الشريحة الأكبر منهم على السعي نحو تهيئة أنفسهم للعمل من خلال خطوات أبرزها انشاء سيرة ذاتية التي تعتبر من الأهم في التقديم على فرص العمل والمنافسة عليها بالإضافة لأمكانيات الشباب ومهاراتهم طبعأ.

دور التقنية في مساعدة المرأة العراقية
لايخفى على أحد أن دور المرأة السياسي في العراق هو هامشي خاصة عندما يتعلق الأمر في فئة الشابات ويمكننا القول أن هذه الفئة يتم أقصائها بشكل دوري من النشاط السياسي حتى وان كان هنالك بعض المحاولات الجريئة لذلك الا أنها لا تتلقى الدعم الكافي بل في بعض الحالات قد يصل الأمر الى انتهاك الحياة الشخصية للمرشحات بطريقة لاتمت لشرف الخصومة بأي صلة بل تكون أحيانا على حساب تزييف الحقائق من أجل التسقيط السياسي وبما أن التقنية تشكل صوتا للحقيقة هنا يأتي دورها في إيضاح الحقيقة للمجتمع كي تكون رادعا لأي نوع من أنواع العنف المبني على النوع الأجتماعي والابتزاز الالكتروني الذي تتعرض له النساء في العراق.
كما أنه تدعم التقنية تعميم مبادئ التوازن بين الجنسين والتنوع وتحميها في أختيار المتطوعين وورشات بناء القدرات كي تنشئ جيلا يحتضن المواطنة الفاعلة والتنوع.

مخاطر عدم احتواء الشباب واهمال الطاقات الشبابية
ان لعدم الاهتمام بالشباب واستثمار قدراتهم واعطاهم دورهم الحقيقي في خدمة المجتمع مخاطر جسيمة لاسيما في بلد مثل العراق الذي يعاني من صراعات سياسية وعدم استقرار لسنوات طويلة أثرت بصورة كبيرة على فئة الشباب حتى أصبحت الأكثر تضررا نتيجة ذلك حتى أصبح الكثير من الشباب يلجأون الى ممارسة أي نشاط لإعالتهم ومساعدتهم في بدايات تأسيس حياتهم، يطول الحديث والنتائج عن مخاطر إهمال الشباب وضياعهم او تضييعهم إلا أن أبرزها هو تشجيع جماعات العنف والإرهاب، على استقطابهم واستغلالهم أبشع استغلال، بعد غسل أدمغتهم وتحويلهم الى إمّعات تنفّذ الأوامر بلا نقاش، وتنقاد بلا علم او معرفة.
 

   التضامن بين الأجيال: خلق عالم لكافة الأعمال
الهدف من يوم الشباب الدولي لعام 2022 هو إسماع الرسالة التي مفادها أن هناك حاجة للعمل عبر الأجيال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتجنب ألا يتخلف أي فرد عن ذلك الركب، كما يُراد من هذه المناسبة كذلك إذكاء الوعي ببعض المعيقات التي تحول دون التضامن بين الأجيال، ولا سيما التمييز ضد كبار السن، مما يؤثر بالتالي في فئتي الشباب وفي كبار السن، فضلا عن آثاره الضارة على المجتمع ككل.
والشيخوخة هي قضية معقدة وغالبًا مهملة في الجوانب المتعلقة بالصحة وبحقوق الإنسان وبالتنمية، فضلا عن أن لها تأثير في كل من السكان من فئتي الأكبر سنًا والشباب في كافة أنحاء العالم. وفضلا عن ذلك، تتقاطع التحيز العمري مع أشكال أخرى من التحيز (من مثل العنصرية والتمييز على أساس الجنس)، وهو ما يؤثر على الناس بطرق تعيقهم عن استغلال كامل إمكاناتهم والمساهمة مساهمة شاملة في مجتمعهم.
والتضامن عبر الأجيال هو مفتاح التنمية المستدامة. وبينما نقترب من العام الثالث من جائحة كورونا، فإن من المهم بشكل خاص التعرف على هذه الحواجز المرتبطة بالعمر ومعالجتها لتحقيق إعادة البناء بشكل أفضل بطريقة تعزز نقاط القوة والمعرفة لدى كافة الأجيال.
ولتحقيق هدف عام 2022 وأهداف الأعوام السابقة لابد من وضع توصيات وحلول من شأنها تفعيل تحالف الشباب والسلام والأمن العراقي في المستقبل.

التوصيات:

  • تعزيز ومواصلة تقديم الدعم للتحالفات القائمة. ثمة توجه عالمي نحو دعم أجندات الشباب والسلام والأمن في المراحل الأولية فقط، وعدم متابعتها. وهذا يؤثر سلباً على جميع أصحاب المصلحة ويعوق أنشطة التحالف وقدرتها على الاستمرار.
  • ضمان إدماج الأهداف المتعلقة بالشباب والسلام والأمن في جميع السياسات والاستراتيجيات الوطنية الموجهة للشباب. ويُعد إدماج الشباب والسلام والأمن في أطر السياسات العامة أمراً أساسياً لتعزيز الالتزام الوطني، كما يجب أيضاً مراعاة أجندة الشباب والسلام والأمن عند تنفيذ السياسات في العراق، مع تهيئة مساحات صنع القرار لتكون أكثر قبولاً للأجيال الشابة.
  • الاستثمار في جمع البيانات الخاصة بالشباب والسلام والأمن. فيجب أن تكون البحوث المتعلقة باحتياجات الشباب وأولوياتها وتطلعاتهم منهجية. إذ يتطلب النجاح في وضع وتنفيذ سياسات مستدامة بقيادة الشباب أو موجهة نحوهم وجود بيانات نوعية وكمية عن الشباب.
  • تعزيز أوجه التعاون مع أجندة المرأة والسلام والأمن. ويجب إدماج الأجندتين، لأن من الواجب عدم إغفال البُعد الجنساني في المشاركة السياسية للشباب، فضلاً عن أن الرؤى الثاقبة المستمدة من أجندة المرأة والسلام والأمن يُمكن أن تُفيد في تحسين تنفيذ أجندة الشباب والسلام والأمن.
  • زيادة مصادر التمويل المستقلة. فيجب أن يؤمن تحالف الشباب والسلام والأمن تمويلاً مستداماً ومستقلاً، ويجب تمكينه من استخدام هذا التمويل للأغراض البرنامجية.
  • الاستثمار في دعم وبناء القدرات. فيجب العمل على تنفيذ المزيد من البرامج الرامية إلى بناء قدرات الشباب والشابات في العراق، بخلاف الدورات التدريبية الأولية على اكتساب القدرات. ويشكل دليل البرامج الذي تُعده الأمم المتحدة، من قبيل الأدلة التدريبية للشبكة الدولية لتثقيف الأقران وغيرها من الموارد، من الأدوات الناجحة في هذا الصدد، ويُمكن الاستعانة بها والبناء عليها.
  • تحديد ودعم المؤيدين. إذ تحتاج أجندة الشباب والسلام والأمن - مثل أي إطار سياسي آخر في العالم - إلى مؤيدين. ويجب أن يعمل هؤلاء المؤيدون - ومنهم النشطاء الشباب والمسؤولون الحكوميون - دعاةً لزيادة الوعي بأجندة الشباب والسلام والأمن وبأهميتها للحكومة العراقية وللشباب العراقي، وكيف تمضي قدماً.


يمكن تطبيق هذه التوصيات على الصعيدين الوطني والدولي إذا كانت هناك علاقات قوية وناجحة بين أعضاء التحالف والحكومات. وفي العراق، يُشكل استعدادُ الحكومة لإنشاء تحالف الشباب والسلام والأمن خطوةً واعدة من جانب الجهات السياسية الفاعلة نحو إشراك الشباب في عمليات بناء السلام. ومع ذلك، لا يزال هناك مجال للتحسين. فمن ناحية، يجب أن يكون هناك تفاهم متبادل وتفاعل منتظم بين الشباب والحكومة لتعزيز العلاقة في ما بينهم. ويتعين دعوة الشباب والشابات إلى الأماكن التي يمكنهم فيها تبادل الأفكار والتحديات والآراء مع هؤلاء المعنيين من أصحاب المصلحة؛ وفي المقابل، يجب أن تؤخذ هذه المخاوف والتصريحات على محمل الجد وأن تُدمج في الاستراتيجيات والسياسات الحكومية. وبالإضافة إلى ذلك، يجب إتاحة الفرصة أمام المزيد من الشباب لشغل مناصب قيادية في عمليات وضع السياسات، مع ضمان المساواة بين الجنسين في ذلك.

الحلول:

  • ان إعطاء الأولوية لتطلعات الشباب يعزز استدامة منع النزاعات وحلها، كما يوفر إشراك الشباب وقادة المجتمع الشبابي في جهود السلام وصنع القرار وعمليات الإصلاح المؤسسي فرصة لتنمية المجالات التي تؤثر بشكل مباشر على حياتهم.
  • التركيز على التعليم كمفتاح لبناء مجتمع صحي وجيل صالح والحرص على حماية حقوق الفتيات في التعليم خاصة أن الفتيات هن معرضات بشكل أكبر للتسرب الدراسي.
  • حماية الأجيال من الضياع والاستضعاف خاصة بعد زيادة حالات عمالة الأطفال وظاهرة التسول بعد الأزمة الاقتصادية التي خلفتها جائحة كوفيد-19
  • استثمار الطاقات الشبابية في التنمية المستدامة بدلا من الاقتتال السياسي.
  • تفعيل دور الشباب في المجتمع وإعطاء فرص متساوية للجنسين من أجل تحقيق التماسك الاجتماعي والعدالة الأجتماعية.
  • الحرص على بناء التضامن والتماسك الاجتماعي بين مختلف المكونات المذهبية والدينية وتعزيز الاندماج الاجتماعي.
  • حماية الحريات والحق في حرية التعبير.
  • تعزيز دور النساء والفتيات في بناء السلام وايصال أصواتهن خاصة بعد الحرب التي خاضها العراق ضد الجماعات المتطرفة والإرهابية.
  • توثيق الإنتهاكات وتعزيز المسألة وتحقيق العدل حول الانتهاكات الجسيمة المرتكبة ضد الشباب