ما حقيقة الوثيقة المتداولة على أنها تبيّن هطول الدماء من السماء ليلة استشهاد الامام الحسين عليه السلام عام 685 ميلادية؟

تعمد بعض الصفحات والحسابات على استغلال عاطفة الناس أو احداث معينة لنشر مواضيع مضللة، ومنها ما تم تداوله مؤخراً بالتزامن مع شهر محرم وقرب ذكرى استشهاد الامام الحسين (عليه السلام) منشور مفاده "وثيقة بريطانية تؤكد ان السماء امطرت دمًا يوم استشهاد الامام الحسين في عام ٦١ هـ".

التوضيح

الصورة المتداولة تعود لكتاب أجنبي بعنوان (The Anglo-Saxon chronicle)، يتحدث عن التأريخ (‏الأنجلوسكسون)، وهو سجل زمني للأحداث التأريخية المبكرة لإنجلترا.

تذكر الصفحة 28 من الكتاب، في النسخة العائدة للباحث الإنجليزي (‏جون ألين جايلز)، أن:

"685 في هذا العام أمطرت دمًا في بريطانيا، وتحول الحليب والزبد إلى دم".

وهي بالحقيقة ظاهرة أرصاد جوية، وتحدث عندما يختلط الغبار بفعل العواصف والهواء مع مياه الأمطار، وسقوط الأمطار على اسطح مغبرة، إلا أنه ‏في العصور القديمة كانت تعتبر هذه الظاهرة نذير شؤم لإعتقادهم بأنه دم فعلي، كما حدث في بريطانيا عام 685 موضوع حديثنا، وتعتبر ظاهرة شائعة سبق أن حدثت في بلدان عدة مثل روسيا عام 2018، وفي بريطانيا عام 2015.

وفيما يخص العام (685) ميلادية، فانه يقابله عامي 65-66 هجرية، أي لو أن عام استشهاد الامام الحسين عليه السلام يوافق بالميلادية 685، لكان العام الهجري الذي يوافقه هو 65-66 هجرية وليس عام 61 من الهجرة وهي السنة التي استشهد بها الامام.

يذكر إن الفرق بين السنة الهجرية والميلادية هو 11 يوم تقريبًا، وذلك لكون السنة الهجرية تعتمد على دوران القمر حول الأرض ولهذا السبب تختلف الاشهر الهجرية من بلد لآخر بحسب امكانية رؤية الهلال فيها، بينما تعتمد السنة الشمسية على دوران الأرض حول الشمس وبذلك تكون الأشهر والأيام غير ثابتة، مما يجعلهما غير متساويتان في عدد الأيام، وبذلك تكون السنة الميلادية أطول من السنة الهجرية، ولهذا فإن بداية العام الهجري يقع في اشهر ميلادية مختلفة من كل عام.