ما حقيقة الفيديو الذي يظهر فتاة ترقص وسط حشد من الشباب أشير إلى انه في احدى الجامعات ببغداد؟

تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، يُظهر فتاة ترقص وسط حشد من الشباب من كلا الجنسين، أُشير إلى التقاطه في إحدى الجامعات بالعاصمة العراقية بغداد.

الحقيقة
الادعاء المرفق مزيف، مقطع الفيديو تم التقاطه في تركيا وليس ببغداد في العراق.
تحقق فريقنا من الفيديو عن طريق البحث العكسي عن لقطات منه، تمكنا من خلاله إلى التوصل لمقطع آخر تظهر فيه ذات الفتاة التي ترقص مع تصوير واسع لمعالم المكان، ويظهر اسم (Bolu Abant Izzet Baysal University) مدوناً على الخيام المنصوبة في المكان، ظاهرة في الخلف، بالبحث عنه تبين أنه جامعة (بولو أبانت عزت بايسال)، الواقعة في مدينة بولو شمال تركيا.

وبالبحث في حسابات الجامعة على مواقع التواصل، توصلنا لعدة مقاطع فيديو تصور ذات المكان والحدث الظاهرة في الفيديو المتداول، بالبحث في الكلمات المرفقة بمقاطع الفيديو لاحظنا وجود تشابه بينها في استخدام في كلمة BATIKAF، أرشدنا البحث عنها إلى معرفة انه معرض للتوظيف، والمفردة مختصر عبارة (Batı Karadeniz Kariyer Fuarı)، ترجمته للعربية (المعرض المهني لغرب البحر الأسود)، الذي استضافته الجامعة التركية يومي 16 و17 من شهر كانون الأول الجاري، تحت شعار "المواهب في كل مكان"، بهدف توفير وزيادة الوظائف امام الخريجين الجدد بمشاركة عدد كبير من الشركات.

وتمكنا أيضاً من خلال مقاطع الفيديو التي توصلنا لها والتي تُظهر تصويراً جويا للمعرض، من تحديد المكان الذي ظهرت فيه الفتاة وهي ترقص، بدقة على خرائط كوكل، حيث يقع في الساحة بالقرب من (مركز أنشطة) جامعة أبانت عزت بايسال، كما قمنا باجراء مقارنة بين معالم المكان الظاهرة في لقطة من الفيديو المتداول مع لقطة من فيديو توصلنا له، وتبين تطابق المكان بالضبط.

حفلات التخرج في العراق
اعتاد طلبة الكليات والجامعات في نهاية مشوارهم الدراسي على اقامة حفلات، تيمناً أو فرحاً بنهاية مسيرتهم التعليمية بعد سنوات طويلة من الدراسة والجهد لنيلهم الشهادة الأكاديمية التي تؤهلهم لممارسة مهنتهم، وذلك بإقامة فعاليات وكرنفالات متنوعة، إلا بعض تلك الحفلات اصبحت تشهد ممارسات خرجت عن المألوف في كثير من تصرفاتها بالملبس، والمظهر، والرقص، والغناء، وغيرها، وكثيرا منها ما ولّدت استياء شعبيا كبيرا، في وقت أعربت وزارة التعليم والبحث العلمي عن غضبها حيال ذلك.
ويُتداول في مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر مقاطع فيديو لهذه الحفلات التي يحييها طلبة الجامعات وهم يرقصون تعبيراً عن سعادتهم بالتخرج، لكن لقيت تلك الحفلات انتقادات واسعة على صفحات مواقع التواصل خصوصاً أولئك الذين يتمسكون بالتقاليد الاجتماعية بعد بروز ظواهر دخيلة على المجتمع العراقي.
بدوره، أوضح وزير التعليم العالي والبحث العلمي، نعيم العبودي، في تصريح سابق ،

"عدم وجود أي نموذج في كليات العالم الأوروبية أو غيرها في دول العالم، تفعل ما تقوم به بعض الكليات العراقية في حفلات التخرج، كما أن الطالب سوف يخجل من نفسه في المستقبل لمشاركته بهكذا حفلات".


‎وفي هذا الجانب، يقول المتحدث باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حيدر العبودي، إن

"سياق تسمية حفلات التخرج باسم دورات التخرج، وتوقيتات التخرج الرسمية بالجامعات، تُقَر في هيئة الرأي، التي هي أعلى سلطة في الوزارة، والجامعات تعمل وفقاً لذلك".


‎ويبين العبودي، أن

"حفلات التخرج الرسمية التي تأتي ضمن هذا السياق والتي تقام داخل الجامعات، يحضر نسبة منها الوزير ورؤساء الجامعات والشخصيات المجتمعية والنيابية، وتُقام فيها طقوس رسمية ويُردد فيها القسم، فهذا الجو الرسمي مسؤولة عنه وزارة التعليم من حيث سياقاته وتفاصيله".

ويتابع:

"لكن ما نراه من سلوكيات فردية للمجموعات في حدائق عامة أو قاعات أو باحات خارجية، هذه يتحملها القائمون عليها وليس وزارة التعليم، فالمتخرج الجامعي الذي عمره بحدود 24 عاماً يتحمل مسؤولية تصرفاته وما يترتب عليها من آثار سلوكية وقانونية".