هل هذه الصور تُظهر عامل نظافة في احدى الدول؟

تداولت عدة صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لشاب مرفقة بالنص الآتي:

"هذا الشاب الجميل عامل النظافة قال لا تصورني سيسخرون مني...فقلنا له بل سترى كميه الناس التي ستحترمك وتدعوا لك بالخير".

التوضيح:

الصور المتداولة تعود للشاب الجزائري (يونس تاني دريسي) وهو ناشط بيئي وليس عامل نظافة.

أنشأ وسم “تحدي القمامة(#TrashTagChallenge)” و (#trashtag) في بلده الجزائر لينتشر بعدها هذا الوسم عالميا هنا.

وتتمثل فكرته الأساسية في القيام برفع القمامة من مكان ما مع نشر صور قبل وبعد العملية. التحدي بسيط، لكن مضمونه يحمل قضية بيئية تهم العالم بأسره، وأكثر من ذلك جاء من بلد تحتل البيئة آخر اهتمامات سكانه.

وأُطلق هذا التحدي مسبقا في عام 2015 من قبل إحدى الشركات المختصة بتسويق التجهيزات في الهواء الطلق، لكنه سرعان ما سقط ولم يحقق أي نجاح يذكر هنا.

ليعود الشاب يونس دريسي بطرحه من جديد وبذلك يعود إلى بداياته في العمل البيئي، مؤكدا أن اهتمامه بالبيئة يعود إلى تسع سنوات خلت عندما كان يبادر إلى تنظيف بعض الشوارع والفضاءات ببلدية الحناية (بولاية تلمسان المحاذية للحدود الجزائرية المغربية) من النفايات والقاذورات التي شوهت المنظر العام حسب قوله"، وانطلاقا من رغبته في رؤية هذه الأماكن بلا أوساخ أو قاذورات"، مضيفا أن "نجاح المبادرة محليا بانخراط بعض شباب المدينة وفتيانها فيها جعله يفكر في تعميم المبادرة على نطاق أوسع، لكنه لم يتوقع أن تحقق هذه المبادرة هذا النجاح".

ويوضح المتحدث أن الفكرة تجسدت ميدانيا في الخامس من مارس/آذار 2018، عندما قام بتنظيف أحد الفضاءات الطبيعية ببلدته من خلال رفع أكثر من عشرين كيسا من النفايات؛ "قام أولا بأخذ صورة له وسط النفايات ثم صورة أخرى بالمكان لكن بعد تنظيفه ورفع النفايات. 

ومن يومها أطلق التحدي ليجتاح العالم لاحقا وتتحول المبادرة إلى تقليد يمارس بمختلف دول العالم".

وفي حديثه مع الجزيرة نت نفى الناشط البيئي الشاب أن يكون هدفه من إطلاق التحدي هو البحث عن الشهرة، قائلا: “لم أكن أهتم بالشهرة ولا أي شيء من هذا القبيل. كان هدفي إيقاظ الضمير البيئي للحفاظ على الكون. والحمد لله أتلقى اليوم مئات الصور من مختلف جهات الوطن والعالم على السواء لعمليات مماثلة في إطار هذا التحدي"، مضيفا أن "الهدف الأساسي كان وسيبقى إيقاظ الضمير البيئي العالمي من أجل المساهمة جميعا في الحفاظ على البيئة ومجابهة المخاطر التي تهدد بيئتنا".

وفي النهاية نقدم كامل الاحترام والتقدير للجهود المبذولة لكل عمال النظافة الذين يسهمون بالحفاظ على بيئة ونظافة البلد.