ماذا تعرف عن بحيرة حمرين وكيف أثر التغير المناخي عليها خلال السنوات الماضية؟

الـتـغـيـر المنـاخـي
بحيرة حمرين بحيرة اصطناعية تم أنشاءها عام 1981، تقع شرقي ناحية السعدية على بعد ما يقارب الـ50 كلم من مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى شرق العراق.
تشكل بحيرة حمرين الخزان الاستراتيجي للمياه في ديالى، حيث تزود أكثر من 70% من مناطق المحافظة بمياه الشرب ومياه الري وهي قادرة على استيعاب مليارين و400 مليون متر مكعب، تبرز أهميتها في كونها مصدر للأسماك، بإلاضافة إلى انها توفر مياه الري لبساتين النخيل القريبة ومزارع الفواكه والخضار.

May be an image of map and text that says "TURKEY SYRIA Lebanon IRAN st Bank JORDAN Baghdad. Lake Hamrin IRAQ 100 mi 200 km SAUDI ARABIA e2007 Google Map data 32007 Europa Technologiet"

وفي واحدة من أسوأ أزمات المياه والجفاف التي يمر فيها العراق خلال السنوات الماضية نتيجة التغير المناخي، أدت أزمة الجفاف وقلة الأمطار لانخفاض منسوب المياه في بحيرة حمرين بشكل غير مسبوق.
بدأت معاناة بحيرة حمرين منذ عامي 2007-2008، حيث انخفض منسوب المياه فيها الى 84 متر عن مستوى سطح البحر وهو مايسمى بـ (الخزين الميت) فيما كان اعلى منسوب للمياه هو في العام 1988 حيث وصل المنسوب الى 105,70متر.

وبحسب ما ذكره موفق هوار محمد، وهو خبير في مديرية المصادر المائية في محافظة ديالى، آنذاك فأن "نقص المياه الواردة من نهر الوند الإيراني وسد دربنديخان في إقليم كردستان قد أدى إلى فقدان البحيرة لحوالي 80 بالمائة من المياه التي تستطيع استيعابها".
وأضاف محمد أن "الإيرانيين يعملون على بناء سدود على نهر الوند ويحاولون تحويل مياهه إلى أراضيهم بينما تحاول حكومة كردستان احتجاز قدر ما استطاعت من المياه لتوليد الكهرباء.

وفي عام 2010 أعلن مدير مشروع سد حمرين وقتها المهندس توفيق جاسم، عن أرتفاع منسوب المياه في البحيرة الى 98 متر وهو منسوب جيد يكفي لسقي البساتين والمحاصيل الصيفية وكمياه للشرب وان ارتفاع المنسوب جاء نتيجة للامطار بالاضافة الى ما وصل من اطلاقات من سد دربندخان.

وللحفاظ على ماتبقى من البحيرة تم "زيادة معدل الاطلاقات من سد دربندخان من 30 م3/ثا إلى 50م3/ثا وان معدل الاطلاقات التي تصل بشكل نهائي الى بحيرة حمرين يتجاوز 47 م3/ثا" بحسب ما ذكره مدير عام السدود في إقليم كوردستان، رحمن خاني، لوكالة شفق نيوز يوم الأحد الماضي الموافق 8 أيار 2022.
الذي بين أيضا ان "لجنة مشتركة ومختصة من ديالى وادارة كرميان تتابع رفع ومعالجة التجاوزات في المسافات الممتدة من سد دربندخان الى بحيرة حمرين، وعمليات الازالة والمعالجة مستمرة لضمان وصول الاطلاقات الى ديالى وانقاذها من شح المياه".
كما وأكد مدير الموارد المائية في ادارة كَرميان، مؤيد أحمد شمس الله، في وقت سابق لوكالة شفق نيوز، ان "وفداً حكومياً من ديالى برئاسة المحافظ ونائبه ومديري الدوائر المختصة زار كَرميان، وتم الاتفاق على خطة إنقاذ عاجلة لديالى من العطش، وتأمين ماء الشرب عبر تعزيز مخزون بحيرة حمرين في المحافظة من سد دربندخان وعبر نهر ديالى".
وأضاف شمس الله، أن "الاتفاق يقضي بتقليل إطلاقات الأنهر والجداول في كرميان، والتي تتغذى من سد دربندخان إلى نسبة أكثر من 60% وتحويل الإطلاقات إلى بحيرة حمرين في ديالى لتأمين ماء الشرب بسبب الظرف الطارئ الذي تعيشه ديالى ونفاد مصادر المياه إلى جانب تعزيز التعاون بين ديالى وكرميان".
فيما كشف رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ديالى، رعد حاتم التميمي، عن "وجود تجاوزات تبدأ من اطراف سد دربندخان وصولا الى حدود حمرين لم تعالج حتى الان وتنهب ثلثي الاطلاقات المائية المتفق عليها بين ديالى وإدارة كرميان".

وكان مدير ناحية السعدية احمد الزركوشي، قد قال لـوكالة (بغداد اليوم) يوم الإثنين الماضي 9 أيار 2022، إن "بحيرة حمرين أصبحت في الوقت الحالي مجرد ممر لعبور مياه نهر ديالي القادم من دربندخان صوب ناظم تقسيم الصدور الاروائي شمال قضاء المقدادية شمال شرق بعقوبة".
وأضاف الزركوشي، ان "الشفافية تحتم علينا الحديث عن حقيقة المشهد للرأي العام خصوصاً وان بحيرة حمرين والتي تشكل الخزين الاستراتيجي للمياه في ديالى والمغذي لـ5 انهر رئيسية تؤمن عمل محطات الاسالة لأكثر من مليون نسمة خاصة مع موجة الجفاف الحادة التي تحاصرها منذ اشهر طويلة ادت الى حركة نضوب متسارعة".
وأوضح، ان "الواقع الراهن يدل بأن بحيرة حمرين باتت من الماضي مع تقلص مساحتها ونضوب الجزء الاكبر من مياهه"، مشيراً إلى انه "من المتوقع حدوث هذه الازمة منذ أشهر طويلة لأسباب تتعلق بقلة الامطار والسيول وانحسار تدفق مياه نهر ديالى بمعدلات غير مسبوقة، حيث ان الصيف سيكون صعب للغاية ونامل في تجاوز محنة الجفاف.
والتقطت عدسة كاميرا (وكالة شفق نيوز) يوم أمس الثلاثاء 10 أيار 2022، بحيرة حمرين وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد ان ضربها الجفاف وشح المياه وأصبحت ممراً للسيارات والمارة، في مشهد "مؤثر" و"مخيف" لبحيرة كانت المياه تملؤها على مد الأفق لتكون مجرد مساحة يابسة تشكو العطش.

من جهتها نفت وزارة الموارد المائية، الأحد الماضي 8 أيار 2022، جميع الأخبار المتداولة بشأن جفاف بحيرة حمرين في محافظة ديالى.
وقال مدير عام الموارد المائية حاتم حميد حسين في تصريح لوكالة (المعلومة)، إن "لا صحة للأخبار المتداولة حول جفاف بحيرة حمرين في محافظة ديالى بشكل نهائي"، مبيناً أنها "تشهد انخفاضا بمناسيب المياه فقط كباقي البحيرات والأنهر".
وأضاف أن "خطة الموارد المائية عملت على تقليل أطلاق كميات المياه من السدود والخزانات للحفاظ على المياه المخزونة داخل الخزانات وضمان نجاح الموسم الزراعي".
وأشار إلى أن "مناسيب المياه في الأنهر والبحيرات انخفضت كعملية ترشيدية قامت بها الوزارة للحفاظ على المياه المخزونة".