ما حقيقة الخبر المتداول بشأن احتواء اللقاحات على فايروسات كاملة؟

يُثار في مواقع التواصل الاجتماعي سؤالًا عن لقاح فيروس كورونا مفاده "الفيروس يعيش في الجو وعلى الاسطح ثلاث ساعات فقط ومع ذلك يضعون اللقاح الذي داخله نفس الفيروس في درجة حرارة ناقص 70خوفا إن يموت!!!"

الحقيقة

إجابة هذا السؤال تكمن في معرفة ماهية اللقاح المضاد لكوفيد-19، هل هو فعلا فيروس كامل مُضعَّف يتم حقنه بالجسم، أم أن القصة مختلفة؟

أن لقاح فايزر بيونتيك (BNT162b2) المضاد لكوفيد-19 مبني على تقنية حديثة تعتمد على الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) وليس على فيروس كامل مُضعف كما تم الادعاء.

فيتكون اللقاح في هذه الحالة من شريط mRNA حامل للتعليمات الوراثية اللازمة لانتاج بروتين S الخاص بالفيروس، ومحاط بجزيئات شحمية نانوية (أهمها بولي إيثيلين جلايكول PEG) ومجموعة أملاح مثل (كلوريد البوتاسيوم، فوسفات البوتاسيوم،كلوريد الصوديوم، وفوسفات الصوديوم)، جميع هذه المواد تتطلب ظروفًا خاصة (منها درجة الحرارة 70-) للمحافظة على حيويتها وجعلها قادرة على التفاعل عند دخول الجسم.

كيف يعمل اللقاح؟

تخزن جميع التعليمات الوراثية اللازمة لانتاج بروتين S (وهو بروتين يوجد على سطح الفيروس) على الحمض النووي الريبوزي (mRNA) وعند دخولها إلى داخل الجسم عن طريق الحقن يبدأ الـ mRNA بأستغلال خلايا الإنسان لإنتاج البروتين، وعندها سيتعامل الجسم معها على أنها فيروس كامل وليس قطعة بروتين فقط، فيبدأ بتكوين الأجسام المضادة له دون الحاجة لتعريض الجسم للفيروس الكامل.

يشارك لقاح فايزر، لقاح آخر يحمل اسم (موديرنا) حيث يعتمد كذلك على تقنية mRNA وبطريقة عمل مشابهة لما هو موجود في فايزر.
ماهو الـ mRNA ؟

وهو اختصار للكلمة الإنكليزية messenger ribonucleic acid وتعني مرسال الحمض النووي الريبي، يقوم بنقل المعلومات اللازمة لبناء البروتينات.

أما لقاح (أسترازينيكا) فهو يعد من اللقاحات التي تعتمد على تقنية الناقلات الفيروسية، حيث تؤخذ المادة الوراثية اللازمة لإنتاج بروتين S من فيروس كورونا وتزرع داخل فيروس من صنف آخر لا علاقة له بفيروس كورونا، إذ تزرع داخل فيروس غدي يصيب الشمبانزي، تمت معالجة هذا الفيروس مختبريًا لمنع قدرته على التكاثر.

وبعد الحقن تبدأ خلايا جسم الإنسان بصنع بروتين نوع S وتبدأ عملية صنع الأجسام المضادة.

يُحفظ هذا النوع من اللقاحات في درجة حرارة تتراوح بين (2 إلى 8 درجة مئوية).
وهناك لقاحات أخرى تعتمد على فيروس كورونا بنقل المادة الوراثية، إما بصورة فيروس معطل (ميت) كما هو الحال في لقاح (سينوفارم)، أو بصورة فيروس ضعيف كما هو الحال في لقاح (كوداجينيكس).

وبخصوص القسم الثاني من السؤال والذي يفترض صاحبه أن الفيروس يبقى فقط 3 ساعات خارج الجسم، فهو أيضاً ادعاء مضلل، فالمدة لا تزال محل نقاش، إلا أنه يبقى فعالًا وقابلًا للعدوى خلال فترات تتراوح من 10 أيام إلى 28 يومًا، بحسب المادة التي تواجد عليها خلال تلك الفترة.