ما حقيقة الوثيقة المتداولة على أنها صادرة عن المخابرات العراقية بشأن فيديو يوثق (مقتدى الصدر) بالتحرش بسيدة داخل مكتبه؟

تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي وثيقة زُعِم أنها صادرة عن (جهاز المخابرات العراقي) عام 2011، إلى مكتب رئيس مجلس الوزراء (نوري المالكي) وقتها، تتضمن أخباراً بقيام مصدر في (السفارة الأمريكية) بتزويد الجهاز بفيلم مدته (5 دقائق) تم تصويره بجهاز هاتف محمول، تم الادعاء أنه يظهر (مقتدى الصدر) في "وضع مخل بالآداب" والتحرش بسيدة داخل مكتبه، "حيث يطلب منها نزع النقاب والعباءة وبكلام بذيء"، بحسب ما ورّد في الوثيقة المزعومة.

كما تُظهر الوثيقة اقتراح جهاز المخابرات على مكتب رئيس الوزراء باستثمار الفلم في ما تم تسميته بـ"خطة تسقيط الخصوم"، واستخدامه عند "الضرورات السياسية".

الحقيقة

الوثيقة المتداولة مزيفة، فعند البحث للتحقق منها، لم يتم التوصل لأي مصادر سواء وكالات أو مواقع إخبارية محلية أو عالمية سبق أن قامت بنشرها، وكل ما تم التوصل له هو ذات النسخة المتداولة منشورةً عبر موقع إلكتروني باسم (شبكة اخبار العراق)، عام 2014.

وبالتدقيق بالوثيقة قمنا برصد عدة ملاحظات بشأنها، وكالآتي:

  1. ذكر في الوثيقة وجود فيلم تم تصويره مع اقتراح لمكتب رئيس مجلس الوزراء باستخدامه، وعليه لابد من التنويه في أسفل الوثيقة لوجود قرص مدمج في المرافقات يتضمن الفيلم الوارد في مضمون الوثيقة.
  2. ورد في الوثيقة عبارة (يرجى التفضل بالاطلاع) في حين أنها تتضمن اقتراحاً لجهة أعلى، والأصح في ذلك هو (التفضل بالاطلاع وأمركم) أو أي عبارة أخرى تشير لطلب اتخاذ اجراء أو معرفة رأي مكتب رئيس مجلس الوزراء بشأن الاقتراح المقدم.
  3. لا يحق لجهاز المخابرات (وهو جهة أدنى) الاقتراح على رئيس مجلس الوزراء (وهو جهة أعلى) التكريم بمبلغ معين، كما يمتلك الجهاز ميزانية مالية خاصة به تصرف منها مبالغ التكريم وغيرها.
  4. إن الاقتراح الوارد في الوثيقة المزعومة هو تحريض بالضد من (مقتدى الصدر) في حين تم تقدير الأخير بذكر مفردة "السيد" مسبوقةً باسمه، بدلاً من مفردات أخرى كان من الممكن استخدامها، مثل (المدعو).