ما حقيقة الفيديو الذي يُشاع أنه حديث ويعود إلى سوريا ويظهر فيه شخص يدعو للامتناع عن التدخين وحلق اللحى؟

تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر شخصًا يسير في أحد الشوارع وهو يوجه الناس للامتناع عن التدخين وحلق اللحى، مع مزاعم بأن الفيديو حديث ويعود إلى سوريا.

الحقيقة

الادعاء مزيف، مقطع الفيديو ليس حديثًا ولا يعود إلى سوريا، بل تم تصويره في مدينة الموصل خلال فترة سيطرة تنظيم داعش عليها بين عامي 2014 2017، أعاد الصحفي الموصلي شهاب الصفار نشر الفيديو في 10 شباط 2025، ضمن سلسلة من مقاطع الفيديو الخاصة بالتنظيم التي قام بإعادة نشرها مؤخرًا عبر صفحته.

كذلك يمكن ملاحظة معالم المكان الظاهرة في الفيديو، حيث يظهر شارع المجموعة الثقافية المقابل لجامعة الموصل في الساحل الأيسر من المدينة، كما يتضح أيضًا أن أحد الأشخاص في المقطع يعمل بائعًا لبطاقات شحن الهواتف، وتظهر بجانبه لوحة تحمل أسماء شركات الاتصالات العراقية، مثل "آسيا، زين، كورك ،فانوس وكلمات"، وهي شركات عراقية، في حين أن شركات الاتصالات السورية المعروفة هي "الشركة السورية للاتصالات، سيريتل وMTN سوريا"، مما يؤكد أن الفيديو مصور في العراق وليس في سوريا.

يّذكر أن في حزيران 2014، سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل بعد معركة سريعة، حيث تمكن من الاستيلاء على العديد من الأسلحة والمعدات العسكرية، خلال فترة حكمه، فرض التنظيم نهجًا متشددًا في تطبيق الشريعة الإسلامية، وشهدت المدينة عمليات قمع واسعة، بما في ذلك تدمير المعالم الدينية وقتل المعارضين.

أحمد الشرع الملقب ب "أبو محمد الجولاني"، وصل إلى العراق قبل الغزو الأمريكي عام 2003 بفترة قصيرة، وأقام في الموصل حيث انضم إلى تنظيم القاعدة تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي، تم اعتقاله من قبل القوات الأمريكية وسُجن في عدة سجون عراقية، بما في ذلك سجن أبو غريب وسجن بوكا، أُطلق سراحه عام 2008 بعد قضاء خمس سنوات في السجن.

في مقابلة حديثة، تحدث أحمد الشرع عن تجربته في العراق، مشيرًا إلى أنه عند عودته إلى سوريا، وضع لنفسه شرطين:

 "عدم تكرار تجربة الحرب الطائفية في العراق، والتركيز على محاربة النظام السوري فقط"،

 كما أشار إلى أن فترة اعتقاله في السجون العراقية جعلته "أكثر نضجًا سياسيًا".

بعد تولي أحمد الشرع قيادة سوريا في كانون الأول 2024، وردت تقارير تشير إلى حدوث انتهاكات من قبل هيئة تحرير الشام بحق بعض الأقليات السورية، تشمل هذه التقارير وقائع من تنكيل وسرقة في بعض المناطق مثل حمص والساحل والمناطق الكردية، وذكرت بعض المصادر أن هذه الانتهاكات قد تكون تمت على يد أفراد من الهيئة.

إضافةً إلى ذلك، في 1 كانون الثاني 2025، أعلنت وزارة التعليم في الحكومة الانتقالية السورية عن تعديلات على المناهج الدراسية، شملت التعديلات إزالة الإشارات إلى حقبة الأسد، وحذف مواضيع مثل نظرية التطور والانفجار العظيم، بالإضافة إلى تقليص دور بعض الشخصيات التاريخية النسائية، كما تم تعديل بعض النصوص الدينية مما أثار مخاوف بشأن احتمال تعزيز تفسيرات دينية متشددة