من المناوشات إلى ردود الافعال الانتقامية: تحليل الوسوم لآخر التطورات في المشهد الأمني في العراق

ملاحظة: هذه الأرقام ليست دقيقة بنسبة 100% والسبب يعزو في ذلك إلى أننا اعتمدنا على أدوات مساعدة من مواقع معينة ومنها موقع (Fedica) لإظهار هذه الأرقام والنسب اعتماداً على الوسوم التي تم تداولها بعد القصف الأمريكي داخل الأراضي العراقية، وهناك بعض الحسابات التي نشرت منشورات لا علاقة لها بالأحداث ولكن استخدمت ذات الوسم في سبيل أن تظهر منشوراتهم أو تشابهت الكلمات مثل (القصف الامريكي) على موقع أكس (تويتر سابقاً) في المحتوى الرائج وأثناء البحث. انظر صورة رقم 1 و2 ولكننا في ذات الوقت، أضفنا العديد من الكلمات المفتاحية التي لا نريد أن تظهر نتائجها مع بحثنا حول العراق مثل كلمات (اليمن اليمني صنعاء #غزة #فلسطين #اليمن #ارحل_يا_سيسي #الاردن الاردن).

                              صورة رقم 1
                           صورة رقم 2

الاحداث تتصاعد، مناوشات صاروخية هنا والطائرات المسيرة هناك, تشعل وتيرة التصادم وتصعيد الاوضاع الامنية في المنطقة بشكل عام وفي العراق على وجه الخصوص، الهجمات تُقابل بضربات جوية وصاروخية ولكن على صعيد اشد واقوى، هو ما حدث في الأيام الماضية. على مر الاشهر والسنين الماضية، كانت هناك استهدافات منقطعة سواء من قبل الفصائل المسلحة ضد التواجد الأمريكي الدبلوماسي والعسكري في العراق، فمنها كانت هجمات صاروخية أُطلقت فجر الجمعة، 8  كانون الأول 2023 بثلاثة صواريخ باتجاه السفارة الأميركية في بغداد، حيث قال المتحدث باسم السفارة  في بيان أرسله إلى وكالة الأنباء الفرنسية: "ندعو حكومة العراق مجدداً، كما فعلنا في مناسبات سابقة، أن تفعل ما بوسعها لحماية الطواقم والمنشآت الدبلوماسية ومنشآت شركائنا في التحالف"، مضيفًا "نكرر أننا نحتفظ بحقنا في الدفاع عن النفس وحماية طواقمنا في أي مكان في العالم".

فيما اعتبر رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن مهاجمي البعثات الدبلوماسية: "يقترفون إساءة إزاء العراق واستقراره وأمنه"، داعيًا القوات الأمنية إلى "ملاحقة" مرتكبي "الاعتداء".  

وهجمات أخرى على قواعد عسكرية ومنها قاعدة عين الاسد، حيث نقلت CNN بالعربية،  وبحسب ما أعلنته القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، السبت 20 كانون الثاني 2024، أن قاعدة عين الأسد الجوية في غرب العراق تعرضت لهجوم شنه مسلحون مدعومون من إيران بالصواريخ الباليستية.

وحسب ما جاء في تقرير موقع قناة الحرة بأنه "ومنذ أن بدأت الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في أكتوبر، تعرض الجيش الأميركي للهجوم 58 مرة على الأقل في العراق و83 مرة في سوريا من مسلحين متحالفين مع إيران، وعادة ما يكون ذلك بمزيج من الصواريخ والطائرات المسيّرة الملغومة".

وبدأ التصعيد خصوصاً بعد الاستهداف الاخير الذي تعرضت له قاعدة التنف العسكرية بتأريخ 28 كانون الثاني 2024، حيث نقلت وكالة فرانس 24 بأن الهجوم أسفر "عن مقتل ثلاثة عناصر من الجيش الأمريكي وإصابة 34 آخرين على الأقل في هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة في الأردن حمل الرئيس جو بايدن مسؤوليته إلى فصائل مدعومة من إيران، متوعدا بالرد." 

وبعد مرور عدة أيام عنونت وكالة فرانس 24 وبالتحديد في 3 شباط 2024، حول الضربات التي استهدف مواقع في منطقة القائم بالتحديد بأن "الولايات المتحدة تنفذ "بنجاح" ضربات انتقامية على مواقع فصائل مسلحة موالية لإيران في العراق وسوريا." وتابعت الوكالة بتقرير للبيت الأبيض أفاد "إن الولايات المتحدة أبلغت الحكومة العراقية قبل تنفيذ الضربات الانتقامية الجمعة، في حين نددت بغداد بالغارات الجوّية باعتبارها "انتهاكًا" لسيادتها."
وصرح المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، فجر السبت بأن:

 "هذه الضربات تُعد خرقا للسيادة العراقيّة وتقويضا لجهود الحكومة العراقيّة وتهديدا يجر العراق والمنطقة إلى ما لا تُحمد عقباه، ونتائجه ستكون وخيمة على الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة". 

أما بخصوص الهجوم الجوي في منطقة المشتل، فأن العراق استنكر "استهداف الولايات المتحدة لقائد في هيئة الحشد الشعبي"، واصفًا ذلك بأنه "عدوان واضح وخرق للسيادة العراقية".

حيث أكدت هيئة الحشد الشعبي في العراق مقتل أحد قيادييها، ويدعى أبو باقر الساعدي، بمسيرة أميركية استهدفت سيارته في منطقة المشتل شمال شرق العاصمة مساء الأربعاء 7 شباط 2024، بينما أعلنت القيادة الوسطى الأميركية في بيان قتل من وصفته بقائد كبير في كتائب حزب الله العراقي عبر غارة على بغداد، حسب ما جاء على موقع الجزيرة نت.

ولاحقت هذه الضربات الجوية على العراق، ظهور نوعين من المحتوى، من بينها الأخبار المزيفة حول من تم استهدافه في هذه الهجمات وحقيقة صورة منتشرة، وأيضا وسوم (هاشتاغات) مختلفة في المحتوى الرائج. 

ومن هذه الأخبار المزيفة التي حقق فيها فريق التقنية من أجل السلام بعد الهجمات في منطقة القائم كانت بعنوان "انباء عن مقتل "قاسم مصلح" قائد عمليات الانبار في الحشد الشعبي بعد القصف الامريكي الاخير."

ولكن بعد التحقق تبين أن الخبر المتداول مزيف، حيث نفى حساب التيليغرام التابع لقائد عمليات الانبار للحشد الشعبي (قاسم مصلح) بتأريخ 3 شباط 2024، الادعاء مبينًا أن 

"الخبر عار عن الصحة وغير صحيح"

كما وقد شاركت بعض الصفحات صورة لمنشور على أنه صادر من قبل (عباس العرداوي) ينقل من خلاله خبر وفاة (قاسم مصلح)، إلا أن المنشور مفبرك ونفى (العرداوي) مشاركته، وعلق عليه قائلاً 


"تغريدة مزوره ولا صحة لها."


وعلى صعيد آخر تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد عملية الهجوم في منطقة المشتل، صورة تُظهر شخص يقف أمام نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الراحل (أبو مهدي المهندس)، تم الادعاء على أنه المدعو (أبو باقر الساعدي).

وبعد التحقق من قبل فريق التقنية من اجل السلام تبين ان الادعاء المرفق مزيف، إذ أن الشخص الظاهر في الصورة ليس (وسام محمد صابر الساعدي)، المعروف باسم (أبو باقر الساعدي)، الذي تم استهداف سيارته في منطقة المشتل بالعاصمة بغداد، ليلة الأربعاء، 7 شباط 2024.

حيث تُظهر الصورة لقاء الأمين العام للعتبة الكاظمية (حيدر حسن الشمري) بالمهندس عام 2019، بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.

 

الاحصائيات مع وقت حدوث القصف الأول والثاني وما بعدها:- 

هذه الإحصائيات اعتمدت على 18,000 منشور (أو إعادة النشر) وأول تأريخ تم وضعه في موقع fedica هو يوم 1-02-2024 ولغاية تاريخ 11-02-2024. 

الوسوم التي تم استخدامها في هذا البحث كانت (#القصف_الامريكي #القائم #ابو_باقر_الساعدي #لا_مهادنة_مع_القاتل #المشتل)

مع ملاحظة تم استخراج الكلمات التالية من عملية البحث لكي لا تختلط منشورات أخرى من بلدان ثانية لمواضيع مشابهة في هذا البحث (اليمن اليمني صنعاء #غزة #فلسطين #اليمن #ارحل_يا_سيسي #الاردن الاردن). 

الوصول الكلي لهذه الوسوم ولعدد المنشورات البالغة 18,000 منشور كانت 26.4M في عدد كبير من الدول والمدن، والتي يمكن معرفة كثافة المنشورات من دونها عبر التدرج اللوني الظاهر في الخريطة حسب الدول. (انظر صورة 3)

 صورة رقم 3

أهم علامات التصنيف المرتبطة (وهي كلمات أو  وسوم مكررة بشكل كبير ومرتبطة بالمنشورات التي تم نشرها تحت الهاشتاغات التي وضعناها أعلاه  ). (انظر صورة 4)

 صورة رقم 4

من بين العدد الكلي للمنشورات التي تم ذكرها سابقًا، فإن هذه الأرقام في الأسفل تحت تُبين عدد الإشارات وإعادة النشر والمنشورات الأصلية. (انظر صورة 5).

         صورة رقم 5

النسب في هذا القسم تبين عدد المنشورات للحسابات التي شاركت إحدى الوسوم المذكورة  سابقاً. وهي تبين أن كانت عدد المنشورات قليلة فهذه احتمالية بأن يكون الحساب غير حقيقي، وفي بعض الأحيان ايضًا، يعزى السبب الى أنهم  جربوا المنصة وتركوها فيما بعد

 (انظر صورة 6).فعلى سبيل المثال، الناشرون الذين شاركوا ضمن الوسوم اعلاه يتراوح عدد متابعيهم بين 100 - 1000 تبلغ نسبتهم 18.3% وهكذا بالنسبة للباقين حسب الجدول التالي. 

      صورة رقم 6

ومن ناحية اللغات التي تم استخدامها  ضمن هذه الوسوم سواء كمنشورات أو إعادة  النشر أو الرد على المنشورات فكانت اللغة العربية أولاً بنسبة 95.1%، واللغة الفارسية ثانيًا بنسبة 4.6% كما موضح  أدناه (انظر صورة 7).

      صورة رقم 7

 

استنادًا إلى خوارزمية الذكاء الاصطناعي الخاصة بموقع Fedica لتحديد مهن المستخدم أو مجال عمله، فكانت النتيجة كما موضحة في الجدول أدناه . (انظر صورة 8). 

      صورة رقم 8

ملاحظة: بالنظر الى الصورة رقم 3 التي تظهر فيها خريطة الدول التي نُشرت منها المنشورات فيلاحظ، أن  تدرج اللون الأزرق يغطي دولاً لربما يكون التساؤل  ما علاقتها بالقصف الأمريكي أو  بالوسوم الموضحة  أعلاه، ولكن يمكن ملاحظة الأمثلة في الصور التالية، وهناك سببان لظهور التغريدات من هذه الدول البعيدة، أولاً: بأن الناشرون الذين  شاركوا المنشورات يسكنون في هذه الدول.

ثانياً يمكن أن يكون الناشرون يستعملون الشبكة الافتراضية الخاصة والمعروفة بـ VPN

في هذه الصورة تظهر بأنه هناك عدة منشورات من اليابان وبالنقر عليها، تظهر تلك المنشورات. (انظر صورة 9).

صورة رقم 9

في هذه الصورة تظهر بأن  هناك عدة منشورات من جنوب افريقيا وبالنقر عليها تظهر تلك المنشورات. (انظر صورة 10).

صورة رقم 10

أما المثال  الآخر من قارة أميركا اللاتينية، حيث تظهر بأن  هناك عدة منشورات من البرازيل وبالنقر عليها، تظهر تلك المنشورات. (انظر صورة 11).

صورة رقم 11

والمثال الأخير من ماليزيا، حيث تظهر بأن  هناك عدة منشورات وبالنقر عليها، تظهر تلك المنشورات. (انظر صورة 12).

صورة رقم 12

ملاحظة: الهدف من هذا التقرير هو تزويد المتابعين ببعض الأرقام والنسب التي لاحقت القصف والضربات الأمريكية والوسوم التي تم استعمالها، ولكون تغيير سياسات وخوارزميات و (API application programming interface) الخاصة بموقع إكس (تويتر سابقاً) فقد توقفت العديد من الأدوات المجانية عن العمل، حيث أن  هذه الأدوات كانت مصدراً مهما لتتبع مصدر المنشورات (التغريدات) ومن الذي بدأ بها وكيف أخذت بالانتشار، ومن هذه التطبيقات والمواقع التي توقفت هي: hoaxy، botometer، onemilliontweetmap، socialbearing، Treeverse)

وعليه تم توفير هذه الإحصائيات والأرقام لغرض تسليط الضوء وكشف بعض الأرقام والإحصائيات على المنشورات المضللة والناتجة من حملات ممنهجة.