ما حقيقة اكتشاف مكتبة في منغوليا مخفية منذ مئات السنين وكون الكتب التي تحتويها تعود الى بغداد قام بنهبها المغول أنذاك؟

تداولت الكثير من الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية منشورا نصه الآتي:

"اكتشاف مكتبة في منغوليا مخفية منذ مئات السنين واحتمال كبير ان الكتب التي تحتويها تعود الى بغداد التي نهبها المغول".

الحقيقة:

عند البحث والتدقيق تبين ان مقطع الفيديو نشر على قناة " YoWangdu Experience Tibe "بتأريخ 15 كانون الاول عام 2019 بعنوان "Tibetan Buddhist Library at Sakya Monastery in Tibet. - المكتبة البوذية التيبتية في ساكيا في التبت"

وأوضحت القناة ان "هذا الفيديو (الذي تم تصويره في كانون الاول 2019) يقدّم لمحة عن المكتبة الرائعة لدير ساكيا في التيبت، التي تضم 40 ألف مجلد من الكتابات البوذية التيبتية" هنا.

كما أكد د. محمد بن إبراهيم الشيباني رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق عدم صحة ما تردد عن اكتشاف مكتبة هي الأعظم تاريخيا،” قيل انها تعود لمكتبة بغداد التي حرقها هولاكو في غزوه لعاصمة الخلافة العباسية.

وقال في تصريح ان المعلومات التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً بعيدة عن الدقة، مشيراً إلى ان الاكتشاف يعود لمكتبة بوذية يحتفظ بها حالياً في معبد” Sakya Monastery“، في جبال التبت، حيث عُثر على الاكتشاف، منوهاً أن الخبر ليس جديداً، بل سبق تداوله من قبل وكالات عدة عام 2019 م.

في حين أعرب د. الشيباني عن استغرابه من تعليقات مجافية للحقيقة توقع كاتبها ان تكون المكتبة إسلامية، كُتبت مصاحبة لتسجيل” فيديو”، مما أثار اللبس الكبير، في وقت كان الحوار باللغة الإنكليزية يدور حول اكتشاف مكتبة بوذية!!

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت مؤخراً خبر اكتشاف مكتبة تحوي 84000 مخطوطة عربية إسلامية (كتاب) عثر عليها في جبال التبت، قيل إنها قد تعود لمكتبات بغداد الشهيرة، التي مثلت منارة حاضرة العالم الإسلامي والعالم كله حينذاك بعلومها، وتعرضت للتدمير والحرق على يد جيوش هولاكو. 

ويوضح د. الشيباني أن هولاكو بعد تدميره لمكتبات بغداد والشام، أمر نصير الدين الطوسي العمل على إنشاء مكتبة ضخمة (خزانة) في بلده (منغولية) في مدينة مراغة بالتبت، وسماها ”الرصد” على أن تكون الأكبر في العالم.

وقدَّر مؤرخو التاريخ عدد كتبها المنقولة إليها عن طريق السلب والنهب بنحو 400 ألف مخطوط وكتاب في مختلف الفنون الإسلامية هنا.

والأهم ان المكتبة تم اكتشافها عام 2003، ويبلغ طولها 60 مترًا وارتفاعها 10 أمتار، وتختلف المصادر حول عدد الكتب الموجودة فيها، لكنها تؤكد أن الكتب تتعلق بالمعتقدات الدينية لأهل التبت، وكتب أخرى في مجالات الفلسفة والأدب والتاريخ وعلم الفلك وغيرهم، ولا يوجد أي مصدر قال إنها "كتب سرقها هولاكو خلال الحكم العباسي".

أُنشأ دير الساقية البوذي أحد رهبان البوذية عام 1073 م وتم تدميره بشكل جزئي على إثر “الانتفاضة التبتية" عام 1959 وأُعيد بناءه بعد ذلك، ويقع إقليم "التبت" ذاتي الحكم جنوب غرب الصين هنا.