ما حقيقة القبض على طبيبة أسنان قامت بتخدير وخلع جميع أسنان زوجها بعد أكتشافها علاقاته النسائية في العراق؟

تداولت عدد من الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي خبرًا نصهُ الآتي: "العراق القبض على طبيبة اسنان خدرت زوجها وخلعت اسنانه كلها بعد أن أكتشفت علاقاته النسائية".

الحقيقة
1- عند البحث للتحقق من خبر قيام طبيبة أسنان بتخدير زوجها وقلع جميع اسنانه في العراق، لم نجد إطلاقًا أي مصدر موثوق يثبت صحة ذلك، كما لم تعلن أي من الجهات الرسمية المعنية بالأمر او المواقع الإخبارية الموثقة عن حصول مثل هكذا حادثة في العراق هنا هنا هنا.

وبالبحث أكثر عن الخبر تم التوصل لأصل الحادثة، التي تم أقتباسها من مقال نشرته صحيفة الـDaily Mail، بتاريخ 28 أبريل/نيسان 2012، زعمت فيه قيام طبيبة أسنان بأعطاء حبيبها السابق الذي زار عيادتها لمعالجة بعض اسنانه، جرعة تخدير كبيرة وخلع جميع أسنانه ولف رأسه بضمادة لمنعه من التحدث مدعية أنها لحماية لثته.

وفي تفاصيل المقال، زعمت الصحيفة البريطانية أن طبيبة الأسنان آنا ماتشوفياك، 34 عامًا، قامت بأعطاء حبيبها السابق ماريك أولزيفسكي، 45 سنة، الذي زارها لعيادتها، جرعة كبيرة من التخدير وخلع جميع أسنانه، ولف رأسه بضمادة لمنعه من التحدث مدعية أنها لحماية لثته.
وأنها قالت لصحيفة "حاولت أن أكون محترفة وأن أفصل نفسي عن مشاعري، لكن عندما رأيته ملقى أمامي، فكرت فقط يا له من لقيط".

ثم زعمت الصحيفة أن أولزيفسكي قال: "كنت أعرف أن شيئًا ما كان خطأً لأنني عندما أستيقظت لم أستطع الشعور بأي أسنان وكان فكّي مربوطًا بالضمادات، أخبرتني أن فمي خدر، ولن أتمكن من الشعور بأي شيء لفترة من الوقت وأن الضمادة كانت موجودة لحماية اللثة، لكنني سأحتاج إلى زيارة أخصائي، لم يكن لدي أي سبب للشك فيها، أعني اعتقدت أنها كانت محترفة، لكن عندما عدت إلى المنزل، نظرت في المرآة ولم أستطع تصديق ذلك لقد أفرغت فمي".

وفي النهاية زعمت الصحيفة، "أن طبيبة الأسنان البولندية تخضع لتحقيق بسبب سوء التصرف الطبي وإساءة ثقة المريض، ويمكن أن تواجه ما يصل إلى ثلاث سنوات في السجن، أما حبيبها السابق أولزيفسكي، فقد تخلت عنه حبيبته لأنه لم يعد لديه أسنان".

إلا إنه وبحسب موقع "Snopes" المختص بكشف الأخبار الكاذبة، تبين أن الحادثة التي نشرتها الصحيفة البريطانية مزيفة ايضاً، بعد قيام صحيفة "Gazeta Wroclawska" المحلية البولندية بالتحقق من تفاصيل الحادثة، حيث أشارت الصحيفة إلى أنه "لا يوجد طبيبة أسنان باسم آنا ماتشوفياك، يعمل في مدينة فروتسواف، كما ورد في مقالة Daily Mail الأصلية".

كما ذكرت قناة ‏"TVN4" الإخبارية البولندية أيضا "أن السلطات في بولندا لا علم له بوجود طبيب الأسنان بهذا الاسم أو أي قضية سوء تصرف بالأسنان مماثلة لتلك التي تم نشرها، وأن القصة كانت على ما يبدو نكتة الإنترنت دون أي أساس في الواقع".
كما ذكر موقع ‏"Snopes" ان موقع "‏MSNBC" أيضًا حقق في الحادثة ووجد أنه السلطات بولندية لا علم لها بأي حالة مماثلة لهذه من هذا القبل.

2- أما الصورة المُرفقة فعند البحث عنها لم نتوصل لمصدرها الأصلي إلا أنه سبق أن تم أستخدامها من قبل عدة مواقع وحسابات منها أستخدامها كصورة شخصية لحساب على تويتر لبيع الأسنان وتم استخدمها في مواقع اخرى لاغراض دراسية.