ما حقيقة التقرير الذي يذكر إصابة 30 عراقي يومياً بالسرطان بسبب المنتجات الإيرانية؟

تداول خبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مفاده: "اد. توماس كاﻻهان إستشاري مخ واعصاب في مستشفى أدنبره التخصصي في لندن يقول جاء في نشرة القناة BBC البريطانية خبر يؤكد اصابة عدد ثلاثون مواطن عراقي بالسرطان يوميا نتيجة تناول المنتجات الغذائية اﻹيرانية.

ويضيف المنشور أن عدة مواد غذائية ثبت ضررها دوليا وكونها صادرة عن منظمة الأغذية الدولية.

ويتضمن المنشور شقا آخر لمعلومة من الدكتور فرهاد رستم الكوديري عالم أبحاث اﻹيراني يقول فيها [دققوا في كل مكونات العلك اﻹيراني أهم شي إنها لاتحتوي على مادة (الإسبارتيكوس) لأنها تسبب ضعف المناعة وجنون البقر والتوحد وتضر بالمرأة الحامل".

الحقيقة

1- عند البحث عمّا إذا قام الدكتور الأمريكي (توماس كاﻻهان) بنشر موضوع يتعلق بتناول نشرة (BBC UK) خبر إصابة 30 عراقيا بالسرطان يوميا بسبب استخدامهم منتجات غذائية إيرانية مسرطنة، لم نجد أي مصدر لذلك، إذ لم يقم توماس بنشر هذا الخبر مطلقا.

علما أن الدكتور توماس اختصاص طب أطفال.

أيضا وجدنا اسما لدكتور أمريكي آخر يدعى (توماس كالاهان) وهو متخصص في مجال تخطيط المدن وعمل في عدة مجالات مختلفة.

وهو الآخر لم يقم بنشر مثل هكذا معلومات.

2- عند البحث في موقع (BBC) البريطانية لم يتضمن موقعها أي خبر بهذا الخصوص وتم التأكد بعد وضع كلمات مفتاحية تحتوي على ما هو مذكور بالمنشور المزيف ولم نحصل على أي نتيجة للبحث.

وأثناء مراجعة العديد من نشراتها الإخبارية العالمية منها والمحلية هي الأخرى لا تتضمن المذكور آنفا.

3- بالرجوع لاسم (فرهاد رستم الكوديري) وهل فعلا يوجد هكذا اسم لعالم ابحاث إيراني ذكر هذا الخبر، عثرنا على اسم مختلف وصفة علمية مختلفة لشخص يدعى (فرهاد رستم شيرازى) وهو حقوقي ومستشار قانوني ولم يقم بنشر مقال أو متعلقات بشأن علكة إيرانية وما إذا كانت تحتوي على مادة الإسبارتيكوس ام لا.

4- لم يتم إصدار نشرة علمية للمواد الغذائية أو حتى اثبات ضررها من قبل (منظمة الأغذية الدولية والزراعة للأمم المتحدة) ولم يتم إرسال أي شيء لـ(وزارة الصحة العراقية)، أيضا الوزارة لم تقم بنقل او نشر تحذير حيال هذا الموضوع.

5- يتم تداول هذا المنشور والمعلومات المزيفة منذ عام 2010 وحتى الآن مع وضع نفس المعلومات، وأحيانا بدون وضع أسماء اطباء أو وضع أسماء الأطباء وتغيير أسماء المواد التي أدعى ناشروها انها مسرطنة أو ضارة وتغيير البلد الذي تم فيه تسجيل الحالات المزعومة في المنشور المزيف.

وأحد الأمثلة عن هذه المنشورات المزيفة، وضع اسم اخصائي جراحة عصبية الدكتور (محمد بشار قباني) بنفس النص المزيف المذكور، وهذا ما استدعى الطبيب إلى نشره تكذيبا في عامي 2018 و2020 تخص هذه المنشورات الملفقة والكاذبة على حد وصفه.