ما حقيقة الفيديو المتداول على أنه يُظهر إعدام مجموعة من الشباب بإنزال مكبس اسمنتي عليهم؟

تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مرفق بنص الآتي: "مكبس اعدام للناس خلال ثوان كتلة اسمنتية كبيرة تزن أطنان يثبت عليها قطع معدنية مدببة تخترق أجساد السجناء المظلومين".

الحقيقة

الادعاء المتداول مضلل، إذ أن الفيديو يعود لمشهد مصور لإحدى مراكز محاكاة أفلام الرعب أو ما يسمى (بيت الرعب)، وليس لمشهد واقعي.

عند البحث عن الاسم المرفق بالفيديو (KOLEKSIYONCU) توصلنا الى موقع المكان، الذي يقع في محافظة (أسكي شهر) التركية وأشارت الشركة الى أن الموقع يعود الى مركز ترفيهي، ومرفق مع عدة صور ومشاهد مصورة تُبين المكان.

يظهر في أعلى يمين الفيديو تاريخ التقاط كاميرا التصوير للفيديو في 13 تموز 2022، كما نُشر الفيديو مؤخرا قبل 4 أيام تقريبا على حساب المركز الترفيهي بمنصة (تيك توك)، ويمكن ملاحظة محتوى الحساب حيث يحتوي على العديد من المشاهد المصورة التي تُظهر اشخاص تحاكي أفلام الرعب، مما ينفي صحة الادعاء على أن الفيديو يعود الى إحدى السجون.

بالإضافة لذلك، فأن وصف حساب المركز الترفيهي على (الانستغرام) مرفق بعدة أرقام للحجز واللعب بدور فلم رعب، حيث ينشر المركز صور للأشخاص الذين سيدخلون ما يسمى "بيت الرعب".

يأتي تداول الفيديو مرفقاً بالادعاء المضلل، بعد أن تداول على مواقع التواصل فيديو ادعى الناشرون أنه لـ"مكبس للإعدام" في سجن صيدنايا الواقع في العاصمة دمشق السورية، مما اثارت تلك المشاهد الجدل عن استخدام نظام بشار الأسد لتلك الأساليب.

إلا أو مدير رابطة معتقلي سجن صيدنايا (دياب سرية)، نفى استخدام المكبس للإعدام، وأكد إنها ألة تستخدم لضغط الخشب لينتج ألواح ما تسمى (MDF) وذلك لصيانة أثاث غرف الإدارة والضباط في السجن.

علمًا سبق أن قامت منصة تأكد السورية للتدقيق الحقائق، بتوضيح حقيقة ذات الفيديو بتأريخ 19 كانون الأول 2024، بعد تداوله مرفقاً بنفس الادعاء على أنه يعود سجن صيدنايا.

سجن صيدنايا

أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا، قامت قوات المعارضة السورية في 8 كانون الأول 2024، باقتحامه، وتحرير كافة المعتقلين منه، وذلك بعد دخولها العاصمة السورية دمشق، واعلانها إسقاط حكم بشار الأسد وانسحاب قواته من وزارتي الدفاع والداخلية ومطار دمشق الدولي.

يقع السجن قرب دير صيدنايا شمال العاصمة دمشق، بني عام 1987، وينقسم إلى جزأين، يُعرف الجزء الأول بـ"المبنى الأحمر"، وهو مخصص للمعتقلين السياسيين والمدنيين، أما الثاني فيعرف بـ"المبنى الأبيض"، وهو مخصص للسجناء العسكريين.

دعت منظمة العفو الدولية الأمم المتحدة في شباط 2017 إلى إجراء تحقيق مستقل لما يجري في سجن صيدنايا من إعدامات للمعتقلين بعد تقرير كشف إعدام قوات الجيش السوري نحو 13 ألف شخص شنقا بين عامي 2011 و2015.