ما حقيقة المنشور المتداول بشأن اقتلاع أشجار منافية للتعاليم الإسلامية على يد مجموعة من الأشخاص في باكستان؟

تداولت عدة حسابات عامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مرفق بالنص الآتي:

"««من هل المال حمل جمال»»

رئيس وزراء الباكستان (عمران خان) قام (بزراعة الصحراء بالأشجار) لمواجهة التصحر وزحف الرمال. لكن مفتي باكستان الوهااابي رفض وحرم زراعة الغابات وقال  هذا من اختصاص الله وحده.!!!!!!! فذهب أتباعه من الحمير المحسوبين على الإسلام الحنيف  واقتلعوا الأشجار وأعادوا للدين الوهابي خيسته!!!!!!

كل ماء العالم ماينظف خيسة الوهااابية".

الحقيقة:

ما حدث لا علاقة له بالإسلام ولا بفتوى صدرت أو أياً مما ادعت الحسابات التي تداولت الفيديو!

حيث أن المنطقة التي حصلت فيها هذه الأحداث في خيبر هي منطقة صحراوية تنازعت عليها قبيلتان. 

وطالبت القبيلتان وقتها بحق الانتفاع وهما قبيلتا "سيباه" و"غابي خليل", وفيما كان قسم من قبيلة "سيباه" موافقا على استخدام تلك الأرض لزراعة الأشجار، لم يكن قسم آخر من القبيل موافقا على ذلك. هؤلاء هم من قاموا بمهاجمة المنطقة واقتلاع الأشجار.

ولكن بعد ظهر نفس اليوم، جاء أعيان قبيلة ''سيباه" لإعادة زراعة الأشجار وقدموا اعتذارا باسم قبيلتهم بما قام به شبان القبيلة الصغار، بالرغم من أن الضرر قد حصل في الأرض.

وفي 9 أغسطس/آب 2020، أطلق رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان رسميا حملة واسعة لزراعة الأشجار في كل أنحاء البلاد بهدف زراعة 3,5 مليون شجرة في يوم واحد. وكُلفت السلطات المحلية بتحديد مواقع زراعة الأشجار في كل منطقة في باكستان. وفي خيبر، الإقليم الواقع شمال باكستان، اختارت السلطات منطقة شبه صحراوية لزراعة الأشجار (هنا وهنا).

كان الناس مصدومين من رؤية مشهد اقتلاع الأشجار. وبغض النظر عن ذلك، فإن نشر هذه الخبر الكاذب الذي يزعم أن الناس اقتلعوا الأشجار لأنها "مخالفة للتعاليم الإسلامية" بعيدة تماما عن حقيقة ما جرى هنا.

ومن ثم فلم يهتم أي شخص بالفيديو الآخر الذي نرى فيه رجال هذه القبيلة يقومون بإعادة زراعة الأشجار هنا

وحسب الوزير المسؤول عن محافظة خيبر باختوخوا، محمود خان، فإن السلطات أكدت أنها علمت بالحادث ووعدت باتخاذ إجراءات بحق مرتكبي هذا الفعل. وأضاف أنه تم اقتلاع أقل من 6000 شجرة.

علما ان الفيديو تم تسجيله في العام الماضي وتم تداول نفس الخبر المضلل معه، ليتم إيضاح المقطع من قبل صفحة التقنية من اجل السلام في أغسطس/آب 2020: