هور أبو زرك.. مالذي تعرفه عنه وما تأثير التغير المناخي عليه؟

الـتـغـيـر المنـاخـي - هور أبو زرك

مازال (الجفاف) في العراق يعتلي صدارة الأزمات التي يعاني منها هذا البلد، خصوصا في هذه المرحلة الحرجة التي شهدت انحسار مياه نهري دجلة والفرات وتعرض بعض البحيرات مثل بحيرتي حمرين وساوة إلى الجفاف.

حتى أمسى الهور يرفع قصبه مستغيثًا من الجفاف الذي يداهمه ويفتك بكائناته، ليصبح مجرى مائي بعد ان كان يزهو بطبيعته الجميلة، منضماً لقائمة المسطحات المائية التي ودعت المياه والكائنات الحية فيها.

بأنتظار حلول من الجهات المعنية التي من شأنها العمل على حمايتها والمحافظة عليها من الاندثار واختفاء معالمها بالكامل.

وأبو زرك وهو أحد الاهوار العراقية، يقع في ناحية الإصلاح شرق مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار جنوب العراق تبلغ مساحته مايقارب الـ64000 دونم، يمتد من قضاء الإصلاح شمالاً وصولاً إلى مدينة الفهود جنوبا، ويتغذى من نهر دجلة كما يعتبر شط (ابو لحية) هو المغذي الرئيسي لـ هور أبو زرك.
يمتاز هذا الهور عن بقية الاهوار بنوعية مياهه العذبة وتنوع النباتات المائية والبرية فيه التي تعتبر من أكثر النباتات إنتشاراً، إضافة إلى إنتاجه الغزير من الثروة السمكية أذ يعتمد سكان الهور على الزراعة وموارد الهور الأخرى التي ساهمت بتنويع مصادر الدخل للسكان.

وتوافر أنواع عديدة من الطيور المستوطنة والمهاجرة، أما السكان القاطنين بالقرب من الهور فيعتمدون بالدرجة الأساس في معيشتهم على صيد الأسماك وتربية الأبقار والجاموس وصيد الطيور.

لم يكن تعرض هور أبو زرك للجفاف بالشي الجديد حيث سبق ان تعرض في السنوات السابقة للجفاف كان أخرها في العام الماضي.

وبالحديث عن أسباب الجفاف فهي لاتختلف كثيراً عن أسباب جفاف بحيرتي ساوة وحمرين وغيرها من المسطحات المائية الأخرى التي يفقدها العراق والمتمثلة بقلة الأمطار وقلة المورد المائي الواصل له فضلًا عن التجاوزات غير القانونية التي تؤدي إلى استهلاك المياه الجوفية.

كما أوضح الخبير في منظمة "طبيعة العراق" المهندس (جاسم الأسدي) أن “الإطلاقات المائية نحو هور أبو زرك والقرى المحيطة به بلغت 2 متر مكعب بالثانية باتجاه شط أبو لحية المغذي الرئيسي لهور أبو زرك، بينما يجب ألاّ تقل عن 12 متر مكعب في الثانية حتى بات من الصعب على الشختورة أن تسير فيه".

مضيفاً أنه "نتيجة لقلة الإطلاقات المائية وسيطرة محافظة واسط عليها أخذت مياه الهور بالجريان العكسي مما أدى إلى جفاف تام للهور وهو إعلان مؤسف عن واحدة من الكوارث الكبرى التي لحقت بأهوار العراق”.

من جانبه حَمّل الأستاذ في جامعة ذي قار (نجم الغزي) وزارة الموارد المائية مسؤولية ذلك بقوله ان "لازالت الإدارة في وزارة الموارد المائية للمياه هي إدارة فيضان وليست إدارة شحة".

مشيراً لوجود "هدر كبير جداً ووجود تجاوزات بسبب ضعف الدولة أدى إلى تأثر المناطق الهشة او الرخوة وخاصةً في جنوب نهري دجلة والفرات" بحسب قوله.

أما فيما يخص التبعات السلبية والتي ما يزال العالم يتوقع حدوثها قريبا، فقد باتت واقعا ملموسا في العراق

متمثلة بجفاف المسطحات المائية التي تعد موارد حيوية للامن الغذائي العراقي وظهور معالم الانهيار المناخي في العراق بشكل واضح (المصنف من أكثر البلدان تأثراً بالتغير المناخي بحسب بيان يونامي) كما وصفته منظمة (نيو سيكيورتي بيت) في تقرير نشرته بتاريخ 19 أيار الماضي، فان البلاد بالإضافة إلى انحسار مساحة الأراضي الصالحة للزراعة الذي تجعل ناقوس الخطر يدق بما ستؤدي له من هجرة للسكان الذي يعتمدون في معيشتهم على ماتوفره لهم تلك البحيرات والأهوار وبالتالي زيادة نسبة البطالة في بلد يعاني من ارتفاع مستوى البطالة أصلا، سيشهد العراق انهيارا في قطاع السياحة الناشئ على الرغم من الانتعاش النسبي الذي بات يحظى به حاليا مع تحسن الأوضاع الأمنية في معظم أجزاء البلاد بالإضافة إلى اندثار الثروة السمكية في مسطحات المياه العذبة وأسباب أخرى يطول شرحها.

وأظهرت صور نشرتها وكالة شفق نيوز بتاريخ 28 أذار 2022، أنخفاض المياه في هور ابو الزرك لتختفي معالمه ويبقى كمجرى مائي فقط.