هل هناك علاقة بين لقاحات فيروس كورونا والحساسية؟

كثيرة هي الإشاعات التي تلاحق فيروس كورونا واللقاحات الخاصة به، منها ما يتم تناقله على أنه يجب عدم أخذ اللقاح من قبل من يعانون من الحساسية، كون اللقاح يسبب الأمراض!

وقبل حديثنا عن صحة هذه الإشاعة يجب أولاً ان نفهم ما هو اللقاح وكيف يعمل.

التلقيح او التطعيم وهو طريقة بسيطة وآمنة وفعالة لحماية الجسم من الأمراض الضارة قبل التعرض لها، حيث يقوي اللقاح جهاز المناعة لتمكينه على بناء قدرة لمقاومة أمراض معينة.

وتحتوي التطعيمات أحيانا على أجزاء ميتة او خاملة من الجراثيم (فيروسات أو بكتيريا) لكنها لا تسبب المرض ولا تعرض الجسم لمخاطر مضاعفات المرض.

وتعطى اللقاحات عن طريق الزرق بالإبر أو عن طريق الفم أو الأنف.

يعمل اللقاح على تقوية الجهاز المناعي وكالآتي:

- يتعرف أولا على الجرثومة الغازية للجسم سواء بكتيريا أو فيروس.

- يحفز الجهاز المناعي على إنتاج البروتينات لمكافحة المرض.

-يعمل على جعل الجهاز المناعي على تذكر المرض وطريقة مكافحته فيما لو تعرض الجسم له مرة أخرى.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن التفاعلات التحسسية أو الحساسية المفرطة بعد تلقي اللقاح "نادرة جداً"، وتعتبر أحد الآثار الجانبية النادرة جداً لأي لقاح متداول وليس فقط اللقاحات الخاصة بمرض كورونا.

كما وبينت المنظمة أن "كل الناس تقريبا يمكنهم أن يتلقوا التطعيم"، فيما عدا فئات محددة أو ظروف صحية خاصة ينبغي لهم الامتناع أو التريث قبل تلقي التطعيم وهم:

- العلاجات والأمراض المزمنة التي تؤثر على الجهاز المناعي (مثل المعالجة الكيميائية).

- الحساسات الشديدة جداً والمهددة للحياة من قبل بعض مكونات اللقاح (وهي نادرة جداً).

- من تعرض لمرض وخيم وقوي خلال يوم التطعيم عليهم الانتظار لغاية تحسن حالتهم الصحية.

وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فإن الحساسية المفرطة بعد التلقيح نادرة بحيث تحدث بمعدل أربع حالات تحسس لكل مليون جرعة تطعيم، أي بمعدل 5 أشخاص يصابون بالتحسس مقابل مليون شخص لا يصاب به.

علما سبق أن صرح المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية (سيف البدر) بشأن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة اذما كان عليهم تلقي اللقاح أم لا فذكر أن:

"الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة يعتبرون من فئات الاختطار العالي وهم بحاجة إلى تلقي اللقاح أكثر من غيرهم، فهم يعتبرون أولوية بالنسبة لنا لأن احتمالية اصابتهم اكثر من غيرهم، وإذا أصيبوا احتمالية أن يصلوا إلى مرحلة المضاعفات وأغلب حالات الوفاة مع شديد الأسف هي من فئات الاختطار العالي وهم كبار السن والمصابون بأمراض مزمنة واعتلالات مناعية".

كما واستثنت الوزارة مسبقاً بعض الفئات من أخذ اللقاح ومنهم (من يعاني من الحساسية ضد مكونات اللقاح نفسه)، أي التحسس يكون من بعض المواد والمكونات التي يحتويها اللقاح وليس اللقاح بذاته.

للقاح فيروس كورونا فعالية آمنة جداً وله آثار جانبية كأي لقاح او علاج أو دواء آخر، وغالباً ما تكون هذه الآثار طفيفة جداً وقصيرة الأمد.

الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً والتي عادة لا تستمر لأكثر من أسبوع هي:

- تورم أو احمرار موضع الحقن.

- صداع.

- ألم الجسم والمفاصل أو العضلات.

- قشعريرة.

-حمى.

- غثيان.

وبحسب إحصائية منظمة الصحة العالمية فأن اجمالي الذين تلقوا اللقاح بالكامل في العراق لغاية شهر آب عددهم (7748631).

وتشير الأبحاث إلى أن لقاح كورونا أفضل طريقة لحماية النفس والآخرين من الإصابة بالفيروس، حيث يساعد اللقاح على تقليل خطر الإصابة أو الوفاة بسبب الفيروس، كما أنه يعمل على حماية الجسم من تغيرات أو متحورات فيروس كورونا.