اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة

حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 تشرين الثاني من كل عام يومًأ عالميًا للقضاء على العنف ضد المرأة، وقد اختير هذا اليوم لإطلاق 16 يومًا من النضال والحملات التي تُختتم في 10 ديسمبر/كانون الأول في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.

واختارت هيئة الأمم المتحدة للمرأة يوم 25 من كل شهر كيوم برتقالي -لحملتها- "اتحدوا، قل لا" التي أطلقت في عام 2008 لتعبئة المجتمع المدني والناشطين والحكومات ومنظمة الأمم المتحدة من أجل تقوية تأثير حملة الأمين العام للأمم المتحدة لإنهاء العنف ضد المرأة.

يُعد العنف ضد النساء والفتيات أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً واستمراراً وتدميراً في عالمنا اليوم، ولكن لا يزال معظمه غير مبلغ عنه بسبب انعدام العقاب والصمت والإحساس بالفضيحة ووصمة العار المحيطة به، وبشكل عام، يظهر العنف بأشكال جسدية وجنسية ونفسية تشمل:

1- عنف الزوج، ويتضمن الضرب والإساءة النفسية والمعاشرة الزوجية (او الجنسية) بالاكراه وقتل النساء.

2- العنف والمضايقات الجنسية، ومنها الاغتصاب والأفعال الجنسية القسرية والتحرش الجنسي والاعتداء الجنسي على الأطفال والزواج القسري والتحرش في الشوارع و الملاحقة والمضايقة الإلكترونية.

3- الاتجار بالبشر (العبودية والاستغلال الجنسي).

4- تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.

5- زواج القاصرات.

 بالرغم من اعتماد اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1979، فإن العنف ضد النساء والفتيات لا يزال مشكلة منتشرة في جميع أنحاء العالم، ولهذه الغاية، أصدرت الجمعية العامة قرارها 48/104 والذي يؤسس الطريق نحو عالم خالٍ من العنف الجنساني.

وبحسب تحليل أجرته منظمة الصحة العالمية في 2021، تعرضت واحدة من كل ثلاث نساء في العالم، أي نحو 736 مليون امرأة، لعنف جسدي أو جنسي خلال حياتهن.

لقد وقع اختيار النشطاء على هذا التأريخ  في 25 تشرين الثاني، يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة منذ عام 1981.

وجاء الاختيار على إثر الاغتيال الوحشي عام 1960 للأخوات ميرابال الثلاثة وهن ناشطات سياسيات من جمهورية الدومينيكان، وذلك بناء على أوامر من الحاكم الدومينيكي رافائيل تروخيو (1930)

في 20 كانون الأول 1993، اتخذت الجمعية العامة قرارها 48/104 والذي اعتمدت فيه الإعلان بشأن القضاء على العنف ضد المرأة.

وفي هذا السياق، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 تشرين الثاني في عام 1999 اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، ودعت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتنظيم فعاليات ذلك اليوم المخصص للتعريف بهذه المشكلة.

مما يمهد الطريق نحو القضاء على العنف ضد النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم.

وفي عام 2008 أطلقت مبادرة جريئة أخرى للاتجاه نحو الطريق الصحيح وتعرف باسم "مبادرة اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة".

وتهدف هذه الحملة، التي تقودها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، إلى منع العنف ضد النساء والفتيات والقضاء عليه في جميع أنحاء العالم، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات عالمية لإذكاء الوعي وتعزيز الدعوة إلى ذلك الهدف وإتاحة فرص لمناقشة التحديات والحلول.

خلال سنة 2017، أطلق الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، مبادرة تسليط الضوء التي تركز على القضاء على جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات، والتي تهدف إلى رفع الوعي حول هذه المسألة بما يتماشى مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

تؤثر العواقب السلبية المترتبة عن العنف ضد المرأة والفتاة على صحة النساء النفسية والجنسية والإنجابية في جميع مراحل حياتهن. على سبيل المثال، لا تمثل سلبيات انعدام التعليم المبكر العائق الرئيسي لحق الفتيات في التعليم وتعميمه فقط بل في النهاية تقيد الوصول إلى التعليم العالي وتؤدي إلى محدودية خلق فرص العمل للمرأة داخل سوق العمل.

في حين أن العنف القائم على نوع الجنس يمكن أن يحدث لأي شخص، وفي أي مكان، فإن بعض النساء والفتيات من فئات معينة معرضات للخطر بشكل خاص، على سبيل المثال، الفتيات والنساء المسنات، والمهاجرات واللاجئات، ونساء الشعوب الأصلية والأقليات العرقية، أو النساء والفتيات المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية والإعاقات، والمتأثرات بالأزمات الإنسانية.