ما حقيقة ما بثته قناة الشرقية بشأن تنفيذ مجسم اسد في البصرة بكلفة 8 مليار دينار عراقي؟

بثت قناة (الشرقية) الفضائية، عبر الشاشة وحساباتها الرسمية على مواقع التواصل، الأحد، 21 أيار 2023، تقريراً بعنوان "تمثال أسد مصنوع من "أسلاك وشجرة" في محافظة البصرة يكلف 8 مليارات دينار عراقي".

الحقيقة

ذكر مُعد التقرير (أيمن الشيخ) ما نصه الآتي "اسد صنع من شجرةً في البصرة بقيمة 8 مليارات دينار عراقي، أحد المشاريع التي يقول بصريون أنها مشاريع لهدر الأموال والاستهزاء بالعقول"، في حين أن المواطنيين اللذين ظهرا في التقرير، ذكرا أن الـ8 مليارات هي تكلفة الحديقة، وأن بلدية البصرة لم تعلن عن الرقم الحقيقي لتكلفة الحديقة! فيما طالب أحدهم بمعرفة حقيقة ذلك.

قمنا بالبحث لمعرفة مصدر ادعاء أن تكلفة مجسم الأسد او حتى الحديقة كاملةً هو 8 مليار دينار عراقي، لم نجد أي مصدر لذلك مطلقًا.
في وقت تداول عبر الفيسبوك مقطع فيديو ظهر فيه شخص عرف عن نفسه بأنه المهندس الزراعي (احمد فرج) المنسوب لشعبة الحدائق والمتنزهات في مديرية بلدية البصرة، أوضح انه يعمل في هذه الحديقة منذ عام 2011 وأن مجسم الأسد ومجسمات أخرى في الحديقة هو من قام بتنفيذها عام 2014، حيث استغل خبرته في الحدادة التي عمل فيها سابقًا، وقام بتشكيل هياكل حديدية مستخدماً "قضبان تسليح وحديد الـBRC المتوفرة بالأنقاض دون شراء شيء"، واستخدام (أشجار الكونوكاربس) القابلة للتشكيل لصنع المجسمات في الحديقة، مبيناً أن تكلفة تنفيذ جميع المجسمات لم تتجاوز الـ50 الف دينار عراقي وهو سعر "وايرات اللحيم واحجار الكوسرة".

كما ظهر فرج في فيديو اخر ذكر فيه ان تكلفة هذه المواد تتراوح بين الـ12-15 الف دينار عراقي بجهود ذاتية منه.

وللتحقق أكثر بشأن ذلك، تم التواصل مع (غدير الحلفي) مدير الفريق الاعلامي لبلدية البصرة، الذي أوضح أن الحديقة تم إنشاؤها عام 2007 وتسميتها باسم (أسياد اسيا) بعد فوز المنتخب الوطني بكأس أسيا وقتها، وأن الحديقة هي "هدية من إحدى الشركات العاملة في البصرة".

مؤكداً ما ذكره المهندس الزراعي احمد فرج بشأن قيامه بتصميم وصنع المجسمات وان تكلفة المجسمات لا تتجاوز الـ50 الف دينار عراقي.

وعند طلبنا من الحلفي تزويدنا بكتاب او وثيقة رسمية تُظهر تكلفة الحديقة، أوضح عدم وجود كتاب كونها نشاطات يومية.

هذا ويتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين فترة وأخرى صور تُظهر تماثيل لحيوانات او مجسمات بأشكال مختلفة يتم الادعاء أنه تم تنفيذها ونصبها في العراق او تم إنشاؤها بمبالغ مالية ضخمة، لكن عند التحقق منها يتبين أنه تعود لدول أخرى او أن المبالغ المذكورة غير صحيحة.

حيث قمنا برصد وتوضيح حقيقة عدد من هذا المنشورات اخرها تداول منشور مفاده تنفيذ نصب بشكل طائر بتكلفة 90 مليون دينار عراقي، تبين عند التحقق منه ان الادعاء مزيف وان النصب تم تنفيذه بجهود مجانية من قبل التشكيلي (صادق السويف)