ما حقيقة الفيديو المتداول مؤخرا على أنه يظهر تعنيف تلميذ في إحدى المدارس العراقية؟

تداول عبر مواقع التواص الاجتماعي، مقطع فيديو، مرفق بالنص الآتي: "مدرس في العراق يعاقب طفل بهذا الشكل الوحشي".

الحقيقة
الفيديو قديم وليس في العراق، يعود لعام 2022، يصور حادثة اعتداء بالضرب المبرح بالعصا على آحد التلاميذ في معهد تدريب خاص في ولاية (بيهار) الهندية.

أثار الفيديو غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد رؤية الطفل وهو يتعرض الى الضرب المبرح من قبل مدرس خصوصي، مما أدى إلى القبض على المدرس بتهمة ضرب طفل في إحدى حصص التدريب، وتم إيقاف المعلم من ممارسة التدريب.

يُذكر أن المعلم تعرض للضرب أيضًا، وذلك عندما سمع أهل القرية التي بجوار المعهد، صوت ضرب الطفل، ذهبوا إلى مكان المعهد وانهالوا على المعلم المتهم بالضرب المبرح وبعدها نُقل المعلم المصاب الى إحدى المستشفيات لتلقي العلاج.

هذا وكان معهد التدريب يعمل في اعداد التلاميذ لخوض اختبار القبول في مدارس نيتارهات وساينيك ونافودايا فيديالايا.
من جانبه ذكر مالك المعهد أن المعلم يعاني من حالة صحية، وأضاف: "كان المعلم يعاني من ارتفاع ضغط الدم، وتعرض الطفل للضرب المبرح من قبل المعلم، كما تعرض المعلم المتهم للضرب المبرح من قبل القرويين، ونحن نخطط لإبعاد المعلم المخطئ من معهد التدريب".

علمًا سبق أن أوضحنا حقيقة ذات المنشور بشهر آذار 2023، إلا ان المنشور لا يزال يتداول بشكل مضلل.

عقوبة ضرب التلاميذ في العراق
ينص نظام المدارس الابتدائية رقم (30) لسنة 1978 "يُمنع العقوبة البدنية بأي شكل من الاشكال منعا باتا".
هذا وسبق أن وجه رئيس الوزراء العراقي السابق (مصطفى الكاظمي) بتأريخ 17 تشرين الثاني 2021 "بعدم السماح باستخدام العقاب البدني من قبل بعض المعلمين اتجاه تلاميذهم واعتماد الأسلوب التربوي، مع التشديد على محاسبة من يقوم بتصوير التلاميذ ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بصورة غير حضارية وبعيدة عن مهنة التربية والتعليم".

وبعد أن تعرض تلميذين في إحدى مدارس العاصمة العراقية بغداد، للتعنيف بالضرب الجسدي المبرح عام 2022، وجّه في وقتها وزير التربية (إبراهيم نامس الجبوري)، بتشكيل لجنة تحقيقية عاجلة لمتابعة قضية تعنيف التلميذين، إذ اكد الجبوري، على "محاسبة من يُعرض الطلبة للخطورة أو يجعلهم في مواقف لا تليق بمكانة الطالب العراقي المتميزة في نفوسنا وعملنا"، مشدداً على "ضرورة الاعتماد في التعامل على الطرق التربوية والحضارية التي من شأنها تقويم سلوك التلميذ والطالب بعيداً عن التعنيف الجسدي واللفظي".