ما حقيقة الوثيقة التي يُزعم أنها تظُهر تجنيد المخابرات العراقية للكويتية فجر السعيد؟
تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وثيقة، زُعم أنها "تابعة للمخابرات العراقية السابقة تكشف عن تعاون الكاتبة الكويتية فجر السعيد مع الجهاز السابق".
الحقيقة
الوثيقة مزيفة، تم فبركتها بدمج وثيقتين سبق أن تم نشرهما بنفس الصيغة حول (حسين سعيد).
للتحقق من صحة الوثيقة المتداولة والمزعومة، قمنا باجراء بحث عكسي، وتوصلنا لنسخ مشابهة نشرتها مواقع إخبارية، عام 2008، زعمت أن موقعاً إخبارياً باسم (خبر) قد قام بنشرها.
بحثنا للوصول إلى المصدر الأصلي لنشر الوثائق في موقع (خبر)، المدوّن رابطه في الوثائق وتبين أن دومين الموقع قد اشترته مؤسسة أخبار في إندونيسيا تمّ اطلاقها عام 2021.
وبالعودة لنسخ الوثائق المنشورة، البالغ عددها 8 نسخ، تظهر أنها صادرة عن جهاز المخابرات العراق وسكرتير رئيس الجمهورية في النظام السابق برئاسة الرئيس الأسبق (صدام حسين).
لم يتسن لنا التحقق من مدى صحتها.
وباجراء مقارنة بين الوثيقة المتداولة الي يُزعم فيها صرف جهاز المخابرات العراقي مبلغ 50 ألف دولار لمصدره الإعلامية الكويتية (فجر السعيد)، والوثائق المنشورة التي توصلنا لها، تبين أن نسختين من الأخيرة تحمل ذات المزاعم بشأن تعيين شخص باسم (حسين سعيد)، مصدراً للجهاز وتكليفه بمهمة كسب ثقة مقدم البرامج الرياضية والمعلق الرياضي الراحل (مؤيد البدري)، للعمل مع الجهاز وموافقة (عبد حميد المحمود)، سكرتير رئيس الجمهورية وقتها، على صرف مبلغ 50 ألف دولار له.
تم انشاء الوثيقة المزيفة المتداولة مؤخراً، بدمج الجزء الأعلى من وثيقة إخبار جهاز المخابرات سكرتير رئيس الجمهورية بتحريك المصدر حسين سعيد، مع الوثيقة التي تُظهر موافقة المحمود صرف المبلغ المالي، مع تغيير أسم (حسين سعيد) إلى (فجر عثمان السعيد).
ويمكن ملاحظة ذلك من خلال تطابق ترقيم الوثيقة أعلى اليمين وأسفله العدد والتاريخ بين النسخة المزيفة المتداولة حديثاً والجزء العلوي من النسخة المزعوم أنها صادرة عن الجهاز والمنشورة قديماً.
وتتطابق جميع معالم الوثيقة المزيفة مع الوثيقة المزعوم أنها صادرة عن المحمود للمخابرات، بما فيها أثار طويها بالاضافة لتوقيع المحمود والتعقيب عليها والختمين فيها ونص الوثيقة (باستثناء الاسم الذي تم تغيييره)، ونص التنويه وذات الجهة المنوه لاصدار نسخة من الوثيقة لها، وحتى اطار الوثيقة ومكاني ثقبها.
كما أن فبركة الوثيقة المتداولة مؤخراً بهذا الشكل، جعلها تتضمن أخطاء تقضي بزيفها دون شك، وكالآتي:
- الوثيقة موقعه من قبل سكرتير رئيس الجمهورية لكنها تحمل معلومات الاصدار عن جهاز المخابرات في أعلاها، والمفترض أن تحمل معلومات السكرتير.
- توقيع سكرتير رئيس الجمهورية للموافقة على ما جاء فيها بتأريخ 2002/8/12 وتاريخها 2002/12/9، أي ان الوثيقة تم التوقيع عليها قبل إصدارها بـ4 أشهر تقريباً، وذلك غير منطقي وغير معقول بتاتا.
من جانبها نفت فجر السعيد، عبر منشور على حسابها على منصة إكس بتاريخ 4 كانون الثاني 2025، صحة الوثيقة المتداولة بشأنها، مبينةً انها لن تزر العراق قبل الغزو الأمريكي عام 2003، وفقاً لقولها.
السوداني يشكو السعيد
أقامت الحكومة العراقية، دعوى قضائية بحق الإعلامية الكويتية فجر السعيد، وقالت السعيد في منشور على حسابها بمنصة إكس، بتاريخ 27 كانون الأول 2024،
"سأمثل أمام النيابة الكويتية بشكوى مقدمة من قبل السيد محمد شياع السوداني قدمتها وزارة الخارجية العراقية بسبب آرائي وانتقاداتي".
مطالبات بمنع السعيد
واثار نشاط الكاتبة الكويتية في العراق في وقت سابق، جدلاً داخل أوساط سياسية وثقافية، خاصة مع اهتمامها الكبير بالملف العراقي في العامين الأخيرين وزيارتها العراق ولقاءاتها بمسؤولين وسياسيين عراقيين من الصف الأول.
ففي عام 2023، أقدم محامٍ عراقي، على رفع دعوى قضائية ضد السعيد، عقب نشرها "تغريدة" تضمنت “إساءة” للمرجع الديني السيد (علي السيستاني)، مطالباً القضاء باتخاذ إجراءات لمنعها من دخول بلاده.
وجاءت الدعوى بعد أن انتقدت السعيد المرجعية الدينية في النجف عقب إعلان مكتب السيستاني، يوم الخميس 29 حزيران 2023، أول أيام عيد الأضحى في وقت اعلنت فيه المملكة العربية السعودية، يوم الأربعاء، 28 حزيران 2023، أول أيام عيد الأضحى.
لتنهال ردود الفعل والمواقف الغاضبة بسبب تغريدة السعيد، ما دفعها لحذفها والاعتذار عنها.
ماذا تعرف عن فجر السعيد؟
فجر السعيد، إعلامية كويتية من مواليد 1967، وهي كاتبة قصص وسيناريو وحوار ومنتجة في الدراما الكويتية.