التقنية من اجل السلام
ما حقيقة الفيديو المتداول بعنوان وزير الدفاع الأمريكي يحذر العراقيين الاقتراب من أماكن تواجد الحشد الشعبي؟
تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، مرفقاً بمزاعم مفادها أن وزير الدفاع الأمريكي يحذر العراقيين الاقتراب من أماكن تواجد الحشد الشعبي بدءًا من تأريخ 2025/1/10.
الحقيقة
الترجمة مزيفة، وزير الدفاع الأميركي لم يحذر العراقيين باستهداف الحشد الشعبي.
توصلنا من خلال البحث العكسي الذي أجريناه عن لقطات من الفيديو المتداول لوزير الدفاع الأمريكي، (لويد أوستن)، إلى أنه مجتزأ من مداخلة مباشرة للوزير مع برنامج "CBS Mornings" عبر شبكة CBS الأمريكية.
تم نشر الفيديو كاملاً عبر قناتي الشبكة والبرنامج على اليوتيوب بتأريخ 13 أيلول 2024، وفيه كان وزير الدفاع الأمريكي قد تحدث عن مبادرة وإجراءات جديدة لتحسين نوعية حياة العائلات العسكرية وتعزيز رفاهية الملايين من أفراد الجيش الأمريكي وأسرهم.
ولم يتطرق الوزير الأمريكي خلال تصريحاته إلى الوضع في العراق أو يحذر العراقيين الاقتراب من مقرات وأماكن تواجد عناصر هيئة الحشد الشعبي.
تم دمج الفيديو بترجمة مزيفة للغة العربية لا تتطابق مع ما تحدث به وزير الدفاع، كما تم التعديل على الفيديو عبر إرفاقه بشريط إخباري يتضمن نصاً باللغة الإنجليزية لذات الادعاء المزيف.
تم نشر الفيديو عبر حساب على منصة التيك توك، باسم معرف (.tv04763) يضع زيفاً صورة شعار قناة الرابعة، قبل أنّ ينتشر عبر مواقع التواصل الأخرى، وفقاً لتحقيق موقع CNN بالعربية، إلا أن الحساب اختفى من على المنصة مؤخراً بحسب ما ظهر عند البحث عنه.
توتر عسكرية خارجي وحذر أمني داخلي
شهد عام 2024 سلسلة من التطورات البارزة التي أثرت بشكل كبير على المشهد الأمني والسياسي والاقتصادي في العراق، في ظل توترات إقليمية غير مسبوقة.
بدأت السنة بتصعيد ملحوظ في الهجمات التي نفذتها فصائل عراقية مسلحة ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، كرد فعل على الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ تشرين الأول 2023.
وكان لهذه الحرب تأثيرات كبيرة على العراق، إذ تصاعدت المخاوف من انجراره إلى صراع إقليمي أكبر. ورغم هذه التحديات، كانت الأحداث بمثابة اختبار لاستقرار البلاد، وكشفت عن استمرار الصراع بين القوى الإقليمية والدولية في العراق.
بلغ التصعيد ذروته في 28 كانون الثاني 2024، حين هاجمت "المقاومة الإسلامية في العراق" قاعدة "البرج 22" قرب قاعدة التنف عند ملتقى الحدود الأردنية السورية العراقية، ما أسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة 34 آخرين. دفع ذلك واشنطن إلى استهداف قادة هذه الجماعات، حيث قتل قادة كتائب حزب الله العراقية في بغداد في 7 شباط 2024.
استؤنفت المحادثات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة حول انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق في ظل التصعيد الميداني والدبلوماسي.
وفي 15 نيسان 2024، زار رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الولايات المتحدة، حيث اجتمع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، مؤكدًا أهمية الانتقال إلى "شراكة كاملة" بين البلدين.
وفي 27 أيلول 2024، أعلن التحالف الدولي عن انتهاء مهمته في العراق خلال 12 شهراً، مع بقاء بعض القوات الأمريكية في العراق حتى 2026 لدعم العمليات ضد داعش في سوريا.
هذا وسبق أن قامت عدة مؤسسات تدقيق حقائق بتوضيح حقيقة الفيديو والادعاء المزيف، منها المرصد الفلسطيني "تحقق".
