هل مكتشفة لقاح أسترازينيكا الدكتورة سارة كاثرين جيلبرت من أصل عراقي وهل صحيح ان والدها هو الدكتور جيلبرت توما؟

تداولت عدة حسابات ومجموعات عامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي معلومات مضللة حول أصل مكتشفة لقاح أسترازينيكا البروفيسورة سارة كاثرين جيلبرت، حيث ذكرت بعض المنشورات النص الآتي:

"شاهدوا ردة فعل الجماهير في بطولة ويمبلدون في بريطانيا عندما اعلنوا ان من بين الحاضرين رئيس الفريق الذي صنع لقـاح استرازينيکا ضد كورونا وهي البروفسورة البريطانيه والعراقية الاصل ساره جليبرت توما ابنة المرحوم الدكتور جيلبرت توما استاذ طب الانف والاذن والحنجرة في العراق سابقا".

الحقيقة:

مكتشفة لقاح استرازينيكا سارة جيلبرت هي من أصل بريطاني، ووالدها جون روي جلبرت كان يعمل في محل صنع وبيع الأحذية وأما والدتها فوظيفتها هي معلمة للصفوف الابتدائية، ولا يوجد أي مصدر يثبت صحة الادعاءات المتداولة بشأن كونها ذات أصل عراقي وكون والدها هو الدكتور جيلبرت توما هنا.

أيضا تم التواصل مع الدكتور علي إسماعيل عزيز يعمل استشاري عناية مركزة وتخدير في لندن وهو على معرفة بوالد البروفيسورة وأعطى نفس المعلومات المرفقة في فقرة التوضيح فيما يخص عائلتها هنا.

البروفيسورة سارة جيلبرت، من مواليد أبريل لعام 1962، وتخصصت في مجال اللقاحات، وهي من اهم أساتذة وعلماء جامعة أوكسفورد، كما انها شاركت في تطوير لقاحات تقضي على الأنفلونزا ومسببات الأمراض الفيروسية الناشئة.

اضافة الى انها كانت المسؤولة عن اختبار لقاح لمواجهة الانفلونزا، أجريت عليه تجارب سريرية عديدة في عام 2011، واثبت قدرته بالفعل، 

وبعد ان ظهرت ازمة فيروس كورونا المستجد على الساحة وبات كابوسا يهدد العالم ويحصد الأرواح، قررت الدكتورة سارة جيلبرت استغلال خلاصة علمها للتخلص من الوباء، حيث شاركت في تطوير لقاح للحماية من عدوى فيروس كورونا، وقادت فريق عمل من كبار الأطباء وهم: "أندرو بولارد، وتريزا لامبي، وساندي دوجلاس، وكاثرين جرين، وأدريان هيل".

وظهرت مؤخرا مكتشفة لقاح أسترازينيكا في بطولة ويمبلدون الدولية للتنس وذلك بعد عامين من توقف المسابقة بسبب فيروس كورونا.

واستقبلت الجماهير والحضور المتواجد في المدرجات «سارة جيلبرت» بتصفيق حار وحفاوة كبيرة وهو ما تسبب في بكائها، حيث لم تتمالك دموعها من الاستقبال التاريخي التي حظيت به.

وجلست جيلبرت في المقعد المخصص لملكة بريطانيا إليزابيت الثانية في لافتة رائعة من منظمي الحدث الرياضي الكبير.

وأشاد بوريس جونسون رئيس الحكومة الإنجليزية بما شاهده ملعب ويمبلدون معبراً عن فخره بما قدمته السيدة سارة جلبرت للإنسانية من مواجهة كورونا والمساهمة في عودة الحياة إلى طبيعتها.

سارة، البالغة من العمر ٥٨ عاماً، تقول عنها إحدى المجلات الإنجليزية التي حاورتها إن لديها سلوكاً فائق الكفاءة لا بد أن تتوقّعه من شخص على وشك تحقيق اختراق، وليس لديها دقيقة تضيّعها، عندما اتصل بها المحرر لأول مرة في أوائل مارس، أنهت المحادثة فجأة بعد 10 دقائق للتحدّث إلى شخص ما حول العملية التقنية لتصنيع اللقاح! جيلبرت تستيقظ في الرابعة صباحاً معظم الأيام، تقول أنا أستيقظ «على الكثير من الأسئلة في رأسي»، تعمل من المنزل لبضع ساعات، ثم تركب دراجتها إلى المعهد، حيث تعمل في المساء، ويضم فريق أكسفورد، الذي لم يكن يضم سوى عدد قليل من الأشخاص في يناير/كانون الثاني 2020, الآن عدده 250 باحثاً تقودهم جيلبرت.

في عام 1994 حصلت جيلبرت على منصب رفيع في أكسفورد، وبعد أربع سنوات من العمل هناك، دخلت إلى عالم الأمومة بثلاثة توائم، وقتها قالت: «لأن لدي ثلاثة توائم، فإن رسوم الحضانة كانت ستكلف أكثر من دخلي وراتبي بالكامل بعد الدكتوراه، لذلك كان على زوجي أن يضحي بحياته المهنية من أجل رعاية أطفالنا»، في أبريل 2020، قرر التوائم الثلاثة ورغم أن أعمارهم صغيرة، 21 عاماً، وجميعهم يدرسون الكيمياء الحيوية، إلا أنهم قرروا المشاركة في تجربة اللقاح التجريبي ضد Covid-19.

وكأنها تعيد نفس التجربة عندما خاطر جينر، الذي يحمل المعهد الذي تعمل فيه سارة اسمه وصاحب أول vaccine في العالم ضد الجدري، عندما جرب اللقاح على أحد أقاربه وأحبابه!

قالت سارة جيلبرت: «لم نناقش الأمر حقاً كعائلة، لأنني لم أكن فى المنزل كثيراً فى ذلك الوقت»، لقد كانت تعمل بجهد خارق 20 ساعة في اليوم، لم تكن تقلق على أبنائها من هذا القرار.