ما حقيقة الوثيقة المتداولة مؤخرا بشأن تلقي جورج قرداحي مكافأة تتجاوز المليون دولار مقابل نهاية خدمته عندما كان يعمل مقدم برامج في مجموعة MBC؟

تداولت عدة صفحات ومجموعات وحسابات عامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وثيقة تتعلق بمكافأة نهاية الخدمة وتشير إلى أن وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي قد حصل على 1.8 مليون دولار مكافأة لنهاية الخدمة من عمله في شبكة "أم بي سي" السعودية!

الحقيقة:

1. ردت مجموعة قنوات "MBC" السعودية، على الوثيقة التي تم تداولها بخصوص حصول وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، على مبلغ مالي كبير كتعويض لنهاية خدمته وأكدت أن الوثيقة مزيفة وللأسباب الآتية:

أولا: يحمل الخطاب توقيع علي جابر بصفته المدير التنفيذي للمجموعة، علماً أن علي جابر لم يشغل في يوم من الأيام هذا المنصب على الإطلاق، بل كان منصبه ومازال " مدير عام القنوات في مجموعة MBC ".

ثانيا: غادر جورج قرداحي " مجموعة MBC " وصدر بيان رسمي عن المجموعة بهذا الخصوص آنذاك.

في ذلك الحين لم يكن علي جابر أصلا قد انضم موظفا إلى المجموعة ولم يكن قد شغل أي منصب إداري فيها، حيث انضم علي جابر إلى " مجموعة MBC " في شهر سبتمبر 2011، أي بعد مغادرة قرداحي للمجموعة.  

ثالثا: إن إنهاء خدمات أي موظف في المجموعة لا يتم إلا من خلال إدارة الموارد البشرية فقط، وذلك بحسب الهيكلية الداخلية للمجموعة، وبالتالي لا يمكن لأي مدير مهما كانت صفته تعدي صلاحياته الإدارية عبر توجيه مثل هذا الخطاب للجهة المخولة بذلك.

رابعا: إن احتساب نهاية خدمة أي موظف في المجموعة يتم عبر قسم الحسابات بالتنسيق مع إدارة الموارد البشرية، ولا يمكن لأي مدير مفترض، تنفيذيا كان أو غيره، حساب تلك التعويضات المزعومة أو التوجيه بصرفها، إذ أن ذلك خارج عن إطار صلاحياته وعمله بالكامل، هذا بجانب أن " قرداحي لم يكن موظفا حينها، بل متعاونا بشكل جزئي وليس له مستحقات نهاية خدمة.

خامسا: إن جميع المراسلات الداخلية في "مجموعة MBC " تتم باللغة الانكليزية، بعكس الخطاب المكتوب بالعربية، وذلك لتعدد جنسيات الموظفين داخل المجموعة، وهو الأمر المعمول به في جميع المؤسسات الكبرى الإقليمية والعالمية.

سادسا: أن بيان الخطاب مزور ومليء بالأخطاء الإدارية والإملائية منها كلمة "سنه، بذالك، الغير"، فضلا عن المغالطات في التواريخ والأحداث.

2. نفى وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي ما تمّ تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي عن تعويضات ضخمة تلقاها مقابل نهاية خدمته في مجموعة "MBC".

وقد أعاد قرداحي نشر صورة الوثيقة المتداولة في "تويتر"، موضحاً أنّ "الجهات المتحاملة عليه منذ توليه المنصب، لجأت اليوم إلى كذبة جديدة، وهي كناية عن ورقة مزوّرة تحمل توقيع علي جابر"، بشأن تعويضات نهاية خدمته في "mbc"، وقال إنّه "أسلوبٌ وضيع وسخيف في تزوير الحقائق وفي ترويج الشائعات المغرضة".

وأكد في تغريدته أنّ "هذه المذكرة لا أساس لها من الصحة، لسببين أساسيين: أولاً، الأستاذ علي جابر لم يكن يعمل في mbc على أيامي عندما تركت المحطة.

ثانياً، أنا لم أكن موظفاً في mbc، بل كنت أعمل وفقاً لعقود مرتبطة بالبرامج التي أقدمها منذ العام 2002. لذلك، لا يحق لي بتعويضات نهاية الخدمة".

وقبل أيام، أكّد وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي ثباته على موقفه، مستبعداً استقالته من الحكومة عقب تصريحاته المتعلّقة بالحرب على اليمن، والتي أثارت غضب السعودية التي طالبت بسحب سفيرها من لبنان، معلنةً إيقاف جميع الصادرات اللبنانية إليها.

وتطوّرت ارتدادات الأزمة، لتشمل عدداً من دول الخليج، مثل الكويت والإمارات والبحرين، التي اتخذت مواقف مشابهة لجارتها، فيما استنكرت قطر مواقف الوزير قرداحي، مطالبة بتهدئة الأوضاع. من جهتها، دعت سلطنة عمان إلى "المسارعة إلى رأب الصدع بين الأشقاء".

يُذكر أنّ تصريحات قرداحي عن الحرب العبثية على اليمن قالها في وقتٍ سابق، أي قبل تسلّمه منصب وزير الإعلام في لبنان (هنا وهنا وهنا).