ما حقيقة حصول اشتباكات بين قطعات الجيش العراقي وعناصر سورية مسلحة بعد محاولتهم التوغل إلى العراق؟

تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو مرفق بخبر نصه الآتي: "عاجل: أنباء عن اشتبا/كات بين قطعات"الجيش"العراقي ومسـ.ـلحـ.ـي الجو"لاني الإرهـ.ـا/بيـ.ـة اثناء توغلها نحو منطقة عكاشات بمحافظة الأنبار غربي العراق أدى ذلك الى أسر 15 إرهـ.ـا/بي من مـ.ـسلـ.ـحي" النصرة الإرهـ.ـا/بـ.ـيـ.ـة كحصيلة أولية".

الحقيقة

الخبر المرفق مزيف، والفيديو تم تداوله مؤخرا على أنه ملتقط في سنجار.

عند البحث للتحقق من مقطع الفيديو المرفق، تبين أنه متداول حديثاً، نُشر لأول مرة على أنه يعود لقيام قوة من الجيش العراقي باعتقال مسلحين تابعين لـ "وحدات مقاومة سنجار" "YBŞ" أو "يبشه" في قضاء سنجار بعد توترات شهدها القضاء خلال اليومين الماضيين.

وتمثلت التوترات بحصول اشتباكات اندلعت أول أمس الثلاثاء، 18 آذار 2025، بين القوات العراقية وعناصر من فصيل "اليبشه" نتيجة عملية البحث عن مهندس زراعي إيزيدي "مختطف"، نتج عنها اشتباكات بين الجانبين أسفرت عن سقوط جرحى بين صفوفهما.

حيث ذكرت خلية الإعلام الأمني عبر بيان رسمي، بتأريخ 19 آذار 2025: 

"اقدمت جماعة خارجة عن القانون على خطف مواطن ضمن قضاء سنجار، بواسطة عجلتين والتوجه به الى مكان آخر، وفور وقوع عملية الخطف شرعت قطعاتنا الأمنية البطلة في الفرقة 20 بالجيش العراقي وشرطة سنجار والقطعات الماسكة بملاحقة العجلتين وتطويق المنطقة بالكامل ونصب مجموعة من السيطرات، وأثناء عملية الملاحقة قامت هذه العناصر الخارجة عن القانون برمي رمانة يدوية على احد عجلات الأجهزة الأمنية التي كانت تطاردها مما أدى إلى إصابة 4 منتسبين بإصابات طفيفة جدا ، في حين تمكنت قواتنا الأمنية من إصابة عنصرين اثنين من الخاطفين أحدهما إصابته خطرة جدا ، كما القت القبض على خمسة متهمين ممن اشتركوا بعملية الخطف".

من جانبها أصدرت "وحدات مقاومة سنجار (يبشه)" اليوم الخميس، 20 آذار 2025، جاء فيه: 

"فصيلا من الجيش العراقي شن هجوماً غادراً في ليلة الـ18 من شهر آذار على سيارة تابعة لقواتنا، وأسفر الهجوم عن أسر خمسة من رفاقنا".

وأضاف البيان أنه،

 "بالرغم من ان بعضهم جرحى تم التمثيل بهم و ضربهم و تصوير الحادث و نشره ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن"، 

مشيرا الى أنه 

"رغم وقوع هذا الحدث، حاولنا حله بين قواتنا والجيش، إلا أن هذه المحاولات لم تلقَ أي استجابة"، حسب تعبير "اليبشه".

ووفقا للوحدات، فإنه

 "رغم وضوح ما حدث، إلا أن هناك بعض التصريحات الصادرة عن قيادة الجيش والتي تصف رفاقنا الذين تم أسرهم بالإرهابيين والمرتزقة غير مقبولة و نرفضها بشكل قاطع".

ونوهت الوحدات في بيانها إلى أن مقاتليها

 "وأثناء قيامهم بواجبهم، تعرضوا لكمين مُخطط له مسبقًا أثناء عودتهم إلى مركز مدينة سنجار، حيث تم تطويق سياراتهم وإطلاق النار عليهم مباشرةً"،

 معتبرة 

"هذا الحدث جاء نتيجة تآمر وخطة مدبرة من قبل بعض ضباط الجيش بالتنسيق مع إحدى المؤسسات الأمنية".

ونفت "اليبشه" في بيانها الاتهامات الموجهة الى قواتها بشأن مطاردة واعتقال اشخاص، مبينة

 "أن الادعاءات أو التهم الصادرة من قبل هذه الجهات بشأن هذا الحدث لا أساس لها من الصحة و انه لا يعقل أن نختطف ابناء شعبنا، و بامكاننا دعوتهم للحضور بكل رحابة صدر".

وندد البيان بشدة بما أسماه "الهجوم" الذي شنه الجيش العراقي، مطالبا بالإفراج "الفوري" عن المقاتلين الخمسة المعتقلين.

وتابع البيان أنه

 "سنقوم بكل ما يلزم لضمان حريتهم. مع ذلك، نفضل حل هذه الأزمة بمسؤولية وبدون تصعيد"، 

داعيا

 "الجهات المسؤولة في العراق الى التصرف بحكمة ومسؤولية، في الوقت الحالي".

وحملت الوحدات في بيانها "الجيش العراقي المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة" عناصرها الأسرى والجرحى"، مشددة على أنه "لتجنب أي تصعيد، يجب الإفراج عن رفاقنا دون أي تأخير، تجنباً لوقوع أي تداعيات خطيرة قد تنجم عن الحادثة".

أما بشأن الادعاء المرفق حول حصول اشتباكات بين قطعات الجيش العراقي وعناصر مسلحة من سوريا على الحدود بين البلدين فهو مزيف، حيث نفت العمليات المشتركة صحة ذلك.

وذكرت قيادة العمليات المشتركة في بيان نقلته وكالة الانباء العراقية الرسمية، الخميس، 20 آذار 2025، أنها 

"تؤكد عدم وجود اي تسلل او اشتباك على طول الحدود العراقية السورية".

وهو ما أكدته قيادة قوات الحدود العراقية عبر نشرها لبيان العمليات المشتركة، دون الاشارة لوجود أي حدث مماثل.

كما لم نتوصل لأي مصدر يثبت صحة الخبر المتداول حول حصول اشتباكات مسلحة لقوات من الجيش العراقي مع عناصر سورية مسلحة كم تم الادعاء.