ما حقيقة المنشور المتداول بشأن رمي رمانة يدوية على القوات الأمنية في بوابة المنطقة الخضراء ببغداد؟

تداولت عدة صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مرفق بالنص الآتي:

"عاجل || أنصار الأحزاب الموالية لإيران والتي خسرت أغلب مقاعدها في البرلمان يلقون قنبلة يدوية حية على القوات الأمنيه في المنطقة الخضراء تؤدي الى استشهاد واحد و سبعة جرحى من القوات الأمنية".

الحقيقة:

1. بعد البحث والتدقيق تبين عدم صحة هذا الإدعاء، حيث لم نجد أي مصدر يؤكد تعرض القوات الأمنية لهجوم برمانة يدوية في المنطقة الخضراء ببغداد، وحتى خبر إصابة أو استشهاد أحدٍ منهم غير صحيح، أيضا عند البحث عمّا إذا تم نقل مثل هكذا خبر خلال اليومين الماضيين في الوكالات والمواقع الإخبارية لم نجد أي أثر له (هنا وهنا).

2- مقطع الفيديو قديم ويعود لأحداث مختلفة تماما، حيث نُشر عبر قناة على اليوتيوب تحت عنوان"لحظة رمي رمانة يدوية على القوات الأمنية في كربلاء"، وسُجل بتأريخ 28 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019 وقت تظاهرات تشرين.

ونشرت وقتها قيادة شرطة محافظة كربلاء خبرا في السياق ذاته ذكرت فيه تعرض القوات الأمنية لهجوم برمانة يدوية من قبل جماعات مندسة أثناء "تظاهرات تشرين" في منطقة حي البلدية وسقط عدد كبير من القوات الأمنية ما بين شهيدٍ وجريح، وقالت إنه تم ضرب رمانة هجومية آخرى قرب فلكة زيد بدون تسجيل خسائر.

وشهدت العاصمة العراقية بغداد بالقرب من المنطقة الخضراء وبعض المحافظات تظاهرات حيث حشدت عدة أحزاب وفصائل أنصارها رفضا لنتائج الانتخابات النيابية التي جرت في الـ10 من الشهر الحالي، وللمطالبة بإعادة فرز الأصوات.

وشهدت المنطقة الخضراء انتشارا أمنيا مكثفا.

وشارك في التظاهرات المئات من المحتجين على نتائج الانتخابات في مناطق متفرقة من البلاد تخللها قطع طرقات.

واتهمت أحزاب شيعية السبت الماضي مفوضية الانتخابات بأنها "لم تصحّح انتهاكاتها الجسيمة" التي ارتكبت خلال عملية عدّ وفرز الأصوات وقالت إنها أفشلت العملية الانتخابية.

في الوقت نفسه، اتهمت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية التي تضمّ فصائل موالية لإيران بعضها منضم في الحشد، في بيان الأحد، قائلةً "أيادي أجنبيّة قامت بالتلاعب في نتائج الانتخابات" و"تزويرها بإشراف حكوميّ".

ويرى مراقبون أن الخسارة التي سجلها الحشد الشعبي بحسب النتائج الأولية تعود إلى خيبة أمل ناخبيه من أدائه السياسي وإخفاقه في تلبية تطلعاتهم، بالإضافة إلى العنف والممارسات القمعية المنسوبة للفصائل المكوّنة للحشد الشعبي الذي يضم نحو 160 ألف مقاتل هنا.

ويأتي تداول هذه الأخبار والمنشورات المزيفة بالتزامن مع إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية الحالية.