ما حقيقة تصريح الدبلوماسية البريطانية جين ماريوت عن واقع التعليم في العالم العربي؟

تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي تقريرا على أنه صادر من السفيرة البريطانية السابقة لدى اليمن جين ماريوت بشأن التعليم في العالم العربي بمجلس العموم البريطاني ذُكر فيه: "النظام التعليمي في العالم العربي يؤدي إلى مفارقات مدهشة في الخريجين فطلاب الدرجة الأولى من الأذكياء يذهبون إلى كليات الطب والهندسة بينما خريجو الدرجة الثانية يذهبون إلى كليات إدارة الأعمال والاقتصاد وبذلك يصبحون مدراء لخريجي الدرجة الأولى، في حين خريجو الدرجة الثالثة يتجهون للسياسة فيصبحون ساسة البلاد ويحكمون خريجي الدرجتين الأولى والثانية، اما الفاشلون في دراستهم فيلتحقون بالجيش والشرطة فيتحكمون في الساسة، يطيحون بهم من مواقعهم أو يقتلونهم إن أرادوا، أما المدهش حقاً فهو أن الذين لم يدخلوا المدارس أصلاً يصبحون شيوخ قبائل يأتمر الجميع بأمرهم".

الحقيقة

بعد البحث والتدقيق تبين عدم صحة هذه المعلومات، إذ لم يصدر من قبل السفيرة البريطانية (جين ماريوت) هذا التقرير والذي يتضمن واقع التعليم في العالم العربي، وعملها مقارنات بين الفئات العمرية في المراحل الدراسية وبعد تخرجهم وماذا سيصبحون ومن سيتحكم بمن وما شابه ذلك!

وبالبحث أكثر وجدنا تغريدة للسفيرة (جين) عبر حسابها الموثق في تويتر ذكرت فيها:

"هناك بالفعل مقال عن نظام التعليم العربي يُزعم أنه كُتب بواسطتي، لم أقم بالمساهمة فيه أو كتابته أو المصادقة عليه بأي شكل من الأشكال، شخصا ما يستخدم اسمي وصورتي بدون إذني".

وجاء هذا الرد بعد سؤالٍ من أحد المتابعين بشأن هذا التقرير وما صحته.

هذا وكشفت السفيرة البريطانية السابقة لدى اليمن (جين ماريوت) عام 2014، في مدوّنة لها، عن الأزمة في التعليم التي يواجهها اليمن، حيث أشارت إلى تداعيات التقاعس عن تثقيف الأجيال الشابة، سيما منها الأطفال والفتيات، حيث هنالك 1.6 مليون طفل خارج المدرسة، والفشل في منحهم التعليم يحد من مستقبلهم ومستقبل البلاد برمتها.

وسردت جين ماريوت، جهود بريطانيا في دعم التعليم الذي يشكل أولوية بالنسبة لها، وذلك من خلال سلسلة من البرامج والمشاريع التي تمولها كبرنامج "الشراكة العالمية للتعليم" (GPE) الذي خصصت بريطانيا له مبلغاً بقيمة 12 مليون جنيه على مدى عامين، من خلال منظمة اليونيسف؛ وبرنامج الصندوق الاجتماعي للتنمية (SFD) بتخصيص 100 مليون جنيه إسترليني، لبناء أو إعادة تأهيل المدارس في اليمن، ما ساهم في إنشاء أكثر من 700 صف مدرسي، وتعليم أكثر من 33,000 طفل (من بينهم 16,000 فتاة) وتدريب 370 معلّما في مختلف أنحاء الدولة.

أي أنها تحدثت عن واقع التعليم في اليمن وكيفية معالجته.

وفي خانة البحث عن (جين ماريوت) وتصريحاتها وتقاريرها في موقع البرلمان البريطاني الذي يضم مجلس العموم ومجلس اللوردات، لم نجد فيه أي تصريحات فيما يخص الوطن العربي بالمجمل ونظام التعليم فيه أو حتى انتقادها له.

انضمت السيدة ماريوت إلى مكتب الشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية التابع لحكومة المملكة المتحدة في عام 2001، وشغلت مناصب في مكتب مجلس الوزراء ووزارة الداخلية. وقد شغلت سابقًا منصب: المدير المشترك لمكتب تنمية المؤسسات المالية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.