ما حقيقة الفيديو المتداول على أنه يوثق اعتداء شرطة الآداب الإيرانية على الشابة مهسا اميني؟

تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مُرفق بالنص الآتي: "بالفيديو || توثيق الاعتداء على المغدورة مهسا اميني بالضرب من قبل ما يسمى بشرطة الآداب الإيرانية والواضح قلة أدبها في التعامل مع نساء الشعب".

التوضيح

مقطع الفيديو المرفق قديم، سبق ان تم تداوله بتاريخ 7 أيار 2022، لقيام ضباط في الشرطة الإيرانية بإلقاء القبض على امرأة في منطقة سد ليتيان قرب العاصمة طهران، بدعوة أن المرأة الظاهرة في الفيديو وأخرى معها في السيارة لم تنفذان أمر رجال الشرطة المتمركزين عند حاجز السد بالتوقف وفرتا هاربتان وعند القبض عليهما تم اكتشاف كميات من المخدرات العشبية (الماريجوانا) في سيارتهم بحسب ما قاله (مراد مرادي) نائب ضابط الشرطة الاجتماعية بطهران الكبرى.

يأتي إعادة تداول مقطع الفيديو هذا مرفقاً بالادعاء المضلل بعد وفاة شابة إيرانية تدعى (مهسا أميني) البالغة من العمر 22 عامًا، الجمعة، 16 أيلول 2022، بعد توقيفها، الثلاثاء، 13 أيلول 2022، من قبل ما يسمى بـ(شرطة الأخلاق) المعنية بمراقبة قواعد اللباس لدى النساء في البلاد.

وادعت تقارير أن أميني تعرضت للعنف أثناء توقيفها، إلا أن الشرطة نفت ذلك، وقالت إن الفتاة أصيبت بنوبة قلبية، واصفةً وفاتها بـ"الحادث المؤسف".

وبحسب ما نقلته وكالة (فرانس برس) فأن شرطة طهران شددت في بيان، الجمعة، على "عدم حصول احتكاك جسدي" بين الضباط وأميني. وأضافت أن أميني كانت من بين عدد من النساء اللواتي تم اقتيادهن إلى مركز للشرطة لإعطائهن "تعليمات" حول قواعد اللباس الثلاثاء.

وأورد البيان أن أميني:

أغمي عليها فجأة خلال وجودها مع آخرين في القاعة

وأثارت الحادثة غضبًا شعبيًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية بإيران وسط روايات متضاربة حول أسباب الوفاة.

من جهتها، طالبت منظمة العفو الدولية بـ:

التحقيق جنائيًا في الظروف الغامضة التي أدت إلى الوفاة المشبوهة في الاحتجاز للشابة مهسا أميني، والتي تتضمن ادعاءات حول التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة في الاحتجاز

يذكر أنه وبعد قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، ألزم القانون جميع النساء بغض النظر عن الجنسية أو المعتقدات الدينية، بوضع حجاب يغطي الرأس والرقبة.