ما حقيقة الصور المتداولة التي تظهر اعتماد قصة النقيب الراحل الحارث السوداني في الكلية العسكرية بالدنمارك لتدريس مفاهيم الفداء والعمل الاستخباري النوعي؟

تداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور مرفقة بنص مفاده "الكلية العسكرية في الدنمارك تعتمد قصة النقيب السوداني لتدريس مفاهيم الفداء والعمل الاستخباري النوعي".
الحقيقة
رغم بطولات النقيب الراحل حارث السوداني في محاربة الإرهاب ضمن خلية الصقور الاستخبارية، إلا أن الصور المتداولة مفبركة، ولا علاقة لها بالكلية العسكرية الدنماركية، بل تعود لفيلق الاتحاد الأوروبي وتُظهر تدريبًا على التعامل مع الطائرات المسيّرة والألغام والفخاخ الروسية.
قمنا بالتحقق من الصور المتداولة من خلال البحث العكسي، وتبيّن أنها نُشرت من قبل الحساب الرسمي لـ(eurocorps) بتاريخ 16 حزيران 2024، وتُظهر اطلاع قوات فيلق الاتحاد الأوروبي على تدريب المهندسين في المملكة المتحدة، ضمن برنامج يشمل دروسًا مستفادة من الحرب في أوكرانيا، منها كيفية التعامل مع الطائرات بدون طيار والألغام والفخاخ الروسية.
عند التحقق من الخبر المتداول حول اعتماد قصة النقيب الراحل حارث السوداني في الكلية العسكرية الدنماركية، لم نعثر على أي مصدر موثوق يؤكد ذلك، كما لم تنشر أي جهة إعلامية أو عسكرية دنماركية خبراً بهذا الشأن، ولم تسفر نتائج البحث باستخدام الكلمات المفتاحية عبر محرك "غوغل" عن أي دليل يثبت صحة الادعاء.
من هو حارث السوداني؟
هو نقيب عراقي وضابط في خلية الصقور الاستخباراتية، يعتبر من أبرز أبطال الحرب ضد تنظيم داعش، خلال عام 2014، تمكن من التسلل إلى داخل التنظيم متخفيًا، وأصبح عنصرًا موثوقًا لديهم، ما مكنه من إحباط أكثر من 30 عملية بسيارات مفخخة و18 تفجيرًا انتحاريًا، إضافة إلى تزويد الأجهزة الأمنية بمعلومات حساسة ساهمت في إنقاذ آلاف الأرواح.
انضم حارث وشقيقه مناف إلى خلية الصقور عام 2013، وبرز بفضل إتقانه للغات ومهاراته بالحاسوب، حيث بدأ بمراقبة الإنترنت والمكالمات لعناصر مشبوهة، بعد تسلله إلى داعش، ظل يعمل سرًّا لصالح العراق لمدة 16 شهرًا، حتى تم استدراجه في كانون الثاني 2017 إلى موقع في ريف الطارمية، حيث انقطع الاتصال به، وفشلت محاولة إنقاذه.
لاحقًا، في آب 2017، بث تنظيم داعش مقطعًا يظهر إعدام عدد من الأسرى، ورغم عدم إعلان الأسماء، تعرف شقيقه على أحدهم بأنه حارث.

